للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: وهذا تصريح في نسبته إلى التدليس، ولابن خراش كلام يوافق هذا أيضًا (١).

وذكره ابن حجر في المرتبة الأولى من المدلسين وقال: تابعي صغير، مشهور ذكره بذلك أبو الحسن بن القطان، وأنكره الذهبي على ابن القطان، فإن الحكاية المشهورة عنه أنه قدم العراق ثلاث مرات، ففى الأولى حدث عن أبيه فصرح بسماعه، وفى الثانية حدث بالكثير فلم يصرح … القصة.

وهى تقتضي أنه حدث بما لم يسمعه منه، وهذا هو التدليس (٢).

وقال ابن حجر في "تقريب التهذيب": هشام بن عروة بن الزبير ثقة فقيه وربما دلس.

قال المعلمي: قال يعقوب بن شيبة: هشام بن عروة ثقة ثبت، لم ينكر عليه شيء إلا بعد ما صار إلى العراق، فإنه انبسط في الرواية عن أبيه، فأنكر ذلك عليه أهل بلده، والذى نرى أن هشامًا تسهل لأهل العراق، أنه كان لا يحدث عن أبيه إلا بما سمعه منه، فكأنه تسهله أنه أرسل عن أبيه مما كان يسمعه من غير أبيه عن أبيه.

وجاء عن ابن خراش ما يفهم منه هذا المعنى، وقد تفهم منه زيادة لا دليل عليها فلا تقبل من ابن خراش.

وعدَّه الحافظ في الطبقة الأولى من المدلسين، وهي طبقة من لم يوصف بذلك إلا نادرًا. والتحقيق أنه لم يدلس قط، ولكن كان ربما يحدث بالحديث عن فلان عن أبيه، فيسمع الناس منه ذلك ويعرفونه، ثم ربما ذكر الحديث بلفظ: "قال أبي "أو نحوه اتكالًا على أنه قد سبق منه بيان أنه إنما سمعه من فلان عن أبيه، فيغتنم بعض الناس حكايته الثانية فيروي ذلك الحديث عنه عن أبيه لما فيه من


(١) كتاب "المدلسين" (صـ ٩٧ - ٩٨).
(٢) "تعريف أهل التقديس" (صـ ٩٥ - ٩٦).

<<  <   >  >>