قال عبيد الله بن عمر عن نافع، وقال مالك عن نافع -كذا- فحملوا عن بقية عن عبيد الله، وبقية عن مالك وأسقط الواهي بينهما فالتزق الموضوع ببقية وتخلص الواضع من الوسط، وإنما امتحن بقية بتلاميذ له كانوا يسقطون الضعفاء من حديثه ويسوونه فالتزق ذلك كله به.
وقد روى بقية عن ابن جريج، عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- "من أدمن على حاجبيه بالمشط عوفي من البلاء" ثناه سليمان بن محمد الخزاعي بدمشق، ثنا هشام بن خالد الأزرق، ثنا بقية، عن ابن جريج فى نسخة كتبناها بهذا الإسناد كلها موضوعة يشبه أن يكون بقية سمعها من إنسان ضعيف عن ابن جريج فدلس عليه فالتزق كل ذلك به.
ومنها عن ابن جريج عن عطاء، عن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إذا جامع أحدكم زوجته أو جاريته فلا ينظر إلى فرجها فإن ذلك يورث العمى".
وبإسناده قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "تربوا الكتاب وسجوه من أسفله فإنه أنجح للحاجة".
وبإسناده أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"من أصيب بمصيبة من سقم أو ذهاب ماله فاحتسب ولم يشكها إلى الناس كان حقًا على الله عز وجل أن يغفر له".
حدثنا بهذه الأحاديث كلها محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا هشام بن خالد الأزرق، عن بقية، عن ابن جريج، عن عطاء كلها موضوعة (١).
قال الحاكم: قد روى جماعة من الأئمة عن قوم من المجهولين، فمنهم سفيان الثوري روى عن أبي همام السكونى وأبي مسكين وأبي خالد الطائي وغيرهم من المجهولين ممن لم يقف على أساميهم غير أبي همام فإنه الوليد بن قيس إن شاء الله، وكذلك شعبة بن الحجاج حدث عن جماعة من المجهولين.
فأما بقية بن الوليد فحدث عن خلق من خلق الله لا يوقف على أنسابهم ولا