للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ديار الإسكندرية، وَدَرَّت عليه هناك الدرَةُ الدينية، فآوينا إليه فآوانا، وأطعمنا الله على يديه وسقانا، وأكرم مثوانا وكسانا، بأمر حقير طفيف، وفن من العلم طريف، وشرحه:

إنا لما وقفنا على بابه، ألفيناه وهو يدير بأعواد الشاه (١)، فعل السامد (٢) اللاه. فدنوت منه في تلك الأطمار (٣)، وسمح لي بيادقته (٤)، إذ كنت من الصغر في حد يسمح فيه للأغمار، ووقف بإزائهم، أنظر إلى تصرفهم من ورائهم، إذ كان علق بنفسي بعض ذلك من بعض القرابة في مجلس البطالة، مع غَلَبَةِ الصَّبْوَة والجهالة. فقلت للبيادقة:


(١) أي ما يسمى "بالشطْرَنج" وانظر حكم اللعب بهذه الأعواد في أحكام القرآن: ١٠٥٣، والقبس في شرح موطأ مالك بنَ أنس: ٣٥٣ - ٣٥٤ (مخطوط الخزانة العامة بالرباط: ٢٥ ج) وكلاهما لأبي بكر بن العربي، وينبغي التنبيه على أن الحافظ ابن قَيم الجَوْزِية قال في "المنار المنِيف": ١٣٤ " .. أحاديث الذهب بالشطرنج -إباحةً وتحريماً- كلها كذب علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وإنما يثبت فيه المنع عن الصحابة". ولمعرفة آراء الفقهاء بالتفصيل انظر: كتاب "تحريم النرد والشطرنج والملاهي" للآجري (ت: ٣٦٠) (ط: الرياض ١٩٨٢)، وكتاب "الشطرنج"، لبرهان الدين الفزاري (ت: ٧٢٩) مخطوط بدار الكتب مصور بالجامعة الإسلامية تحت رقم: ١٤٤، وكتاب "عمدَة المحْتَج في حُكمِ الشطْرَنجِ" للسخاوِي (ت: ٩٠٢) مخطوط بالمكتبة الظاهرية تحت رقم: ١٠٦٤.
(٢) الساهي المتحير.
(٣) جمع طِمْر بالكسر، وهو الثوب الخَلِق الَبالِي.
(٤) بيادقة الجيش هم الرجالَة.

<<  <   >  >>