للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* طلَب المُعِقِّبِ حقّه المَظْلُومُ *"

أي: كما يطلب المعقب المظلوم حقه.

قالَ المُشَرِّحُ: اِعلم أن الشيء إذا حُمل على خلافِ الظَّاهر فهو على وجهين:

أحدُهما: أن يكون الحَمْلُ بَعيدًا كما في بيت صُرَّبَعَرْ (١):

وكأنَّهم يَبغون في تلك الذُرى … أن يأسُرُوا العيُّوقَ والدَّبِرَانِ

جر "الدبران" حملًا على محلّ "العيوق"، وقد مضى تقديره (٢)، وكذلك مسألة الاستثناء، زعم الخليل ويونس أنه يجوزُ ما أَتاني غير زَيْدٍ وعمروُ كأنك قلتَ: ما أتاني إلا زيدٌ وإلا عمروٌ. ألا ترى أنك تقول: ما أتاني غيرُ زيدٍ وإلا عمروٌ فلا يقبح. ومن القريب ما نحن فيه من المسألة فقوله: و"اللَّيانا" معطوف على "الإفلاس" لأنه محله النصب على أنه مفعول مخافة، ومنه:

* … والصَّالحُونَ … (٣) *

في بيت الكتاب (٤)، وأجاز سيبويه هذا ضروبٌ رؤوسِ الرّجال وسوقَ الإِبل بجر "رؤوس" ونصبَ "سوق" كما أن "المظلوم" بالرفع صفة "المعقب" لأن محله الرفع بأنه فاعل "طلب".


(١) تقدم ذكره في الجزء الأول، ونقل الأندلسي في شرحه: ٣/ ١٢٦ نص المؤلف الذي فيه البيت.
(٢) في الجزء الأول: ٣٧٢.
(٣) الكتاب: ١/ ٣٧٥.
(٤) البيت بتمامه في الكتاب: ١/ ٣٢٠:
يا لعنة الله والأقوام كلهم … والصالحون على سمعان من جار
وينظر: شرح أبياته لابن السيرافي: ٢/ ٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>