للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد تأتي ردوده على الزمخشري عنيفة كقوله (١): وهذا كلام قد باض فيه الفساد عشش.

وقال (٢): وأما قول الشيخ -رحمه الله- فلأن وقوعها في أول أحوالها بالألف واللَّام وهي علة بنائها فشيءٌ مزيَّفٌ.

على أنه قد يستعمل الّلين والرّفق كقوله (٣): وفي هذا الكلام زلة جرت على قلم الشيخ -رحمه الله-.

[١٠ - منهجه النحوي]

لا يستطيع الباحث أن يحكم على نحوي بعد نهاية القرن الرابع الهجري بأنه بصري أو كوفي المذهب. ولا أعتقد أنَّ هناك مذهبًا ثالثًا غير هذين المذهبين وأغلب النحاة من بعد القرن الرابع تخلصوا من المذهبية وبنوا ثقافتهم على الاختيار من محاسن المذهبين وآراء الفريقين على حد سواء. ولما كان أغلب كبار علماء اللغة والنحو من البصريين وامتاز رجال المذهب البصري بكثرة التأليف والمذهب البصري كان أكثر واختيارات المتأخرين كانت أغلبها من هذا المذهب لا سيما أن كتاب سيبويه كان معظمًا عند جميع العلماء وهو تأليف بصري. وأنَّ أغلب الكتب التي وصلتنا من المؤلفات النحوية التي كتبت حتى نهاية القرن الرابع أغلبها مؤلفات بصرية كالمقتضب للمبرد والأصول لابن السراج وشرح الكتاب للسيرافي، وشرحه للرماني، ومؤلفات أبي علي الفارسي، وأبي القاسم الزَّجاجي، وأبي الفتح ابن جني، وهذه هي -في الغالب- مصادر النحويين المتأخرين. وقد لا أكون مغاليًا إذا قلت إن أكثر النحاة المتأخرين لا يعرفون المذهب الكوفي ولا آراء الكوفيين إلا عن طريق المؤلفات البصرية لذلك فإنني أعتقد أنه لا يحسن أن نقول عن عالم متأخر -وأعني بالمتأخر من عاش بعد القرن الرابع الهجري- أنه بصري المذهب ولا كوفي المذهب وذلك أن منهجه النحوي سيكون قائمًا على


(١) التخمير: ١/ ١٢٧.
(٢) التخمير: ٢/ ٢١٨.
(٣) التخمير: القسم الثاني: ورقة: ٢٣٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>