للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال جارُ الله (١): ذكرُ المَجرورات.

[بَابُ الإضَافة]

لا يكونُ الاسمُ مجرورًا إلَّا بالإِضافةِ، وهي المُقتَضِيَةُ للجَرِّ، كما أنَّ الفاعِليَّةَ والمفعُوليَّةَ هما المُقتضِيان للرَّفعِ والنَّصبِ، والعاملُ ها هنا غيرُ المُقتَضِي كما كان ثَمَّ، وهو حرفُ الجَرِّ أو معناه في نحوِ قولِك: مررتُ بزيدٍ، وزيذٌ في الدَّارِ، وغُلامُ زيدٍ، وخاتِمُ فِضَّةٍ.

قال المُشرّحُ: كأنَّه يعني بالمقتَضِيَةِ للجَرِّ والرَّفع والنَّصبِ المقتَضِيَةَ لِنفسِ الإِعراب في الجَرِّ والرَّفعِ والنَّصبِ، تقولُ: الفاعِلِيَّةُ، وَالمَفعولِيَّةُ، والإِضافةُ، هي المُقتَضِيةُ للإِعرابِ، والعاملُ للنَّصب والرَّفعِ الفِعلُ والجرِّ الحرفُ. كذا نُقِلَ عن الشَّيخِ معنى هذا الكلام في "حاشيةِ المُفَصَّل" (٢)، تقولُ: ها هنا عمومُ أثرٍ، وعمومُ مقتَضٍ، وخصوصُ أثرٍ، وخصوصُ مقتضٍ، فيُضافُ العمومُ إلى العُمومِ، والخُصُوصُ إلى الخُصُوصِ مثالُه: لَسعُ العقاربِ النَّصِيبِيَّةِ أوجعُ من لَسعِ سائِرِ العَقارِبِ، فعمومُ الوَجَعِ وهو المُشَتَركُ فيه بينَ الوَجعَينِ، إلى عُمومِ اللَّسعِ، وهو المشتَرَكُ فيه بين اللَّسعين، كما أنَّ خصوصَ كُلِّ واحدٍ من الوَجعَين يضافُ إلى كلّ واحدٍ من اللَّسْعَينِ.


(١) من هنا بداية الجزء الثاني من شرح الأندلسي، إلّا أنَّ الجُزء الثاني الذي تحت يدي من شرح الأندلسي فقد منه ما يقرب من نصف الكتاب، وقد قدمنا وصف نسخ شرح الأندلسي في مقدمة البحث. لذلك ستختفي الإِحالات إليه من هذا الباب إلى باب الصّفة.
(٢) لم يرد مثل هذا النص في حاشية المفصّل التي بين يدي وهي نسخة ليدن رقم ١٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>