للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بابُ الصِّفة المُشبَّهة باسمِ الفاعل]

قالَ جارُ اللهِ: "الصفةُ المشبهةُ وهي التي ليست من الصفة الجارية، وإنّما هي مشبهةٌ بها في أنّها تُذَكَّر وتُؤَنَّث وتُثنى وتُجمع نحو كريمٌ وحسنٌ وصعبٌ، وهي لذلك تعملُ عملَ فِعلها، فيقالُ: زيدٌ كريمٌ حَسَبُهُ، وحسنٌ وجهُهُ، وصعبٌ جانِبُهُ".

قالَ المُشَرِّحُ: عنى بالجارية (١) المعنى الثالث من المعاني المذكورة في اسم الفاعل.

سميت مشبهة، لأنَّها تقومُ مقامَ اسمِ الفاعلِ في المَعنى، وفي أنها تُذكر وتُؤنث وتُثنى وتُجمع، وإذا كانت الصّفة لا تُثنى ولا تُجمع لم تَعمل عملَ الفِعلِ إلا على قُبْحٍ، وذلك في خيرٍ منه وشرٍ منه ولا يَستحسنون أن يُرفع بخير منه اسمٌ ظاهرٌ فيُقالُ: مررت برجل خير منه أبوه، وكل أفعل من كذا فهذا حكمه.

قالَ جارُ اللهِ: " (فصل): وهي تدلُّ على معنى ثابت فإن قُصد (٢) الحدوث قيل: هو (٣) حاسنٌ الآن أو غدًا، وكارمٌ وطائلٌ ومنه قوله


(١) نقل الأندلسي في شرحه: ٣/ ١٤٠ شرح هذه الفقرة.
(٢) في (ب): "به الحدوث".
(٣) ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>