قال جارُ اللهِ:"ومن أصناف الحرفِ (تاءُ التَّأنِيْثِ الساكنة).
وهي التاء (السَّاكنة)(١) في ضربتُ، ودخولها للإِيذانِ من أَول الأمر بأن الفاعل مؤنث، وحقها السكون، ولتحركها في رمتا لم ترد الألف الساقطة لكونه عارضًا إلا في لغة رديئة يقول أهلها رماتا".
قالَ المُشَرِّحُ: إنما حقها السكون، لأنها حرف، والأصل في الحروف البناء، والأصل في البناء السكون. الألف في رمت سقوطها للهرب من التقاء الساكنين، وكذلك رمتا، لأن التاء وإن تحركت إلا أن تحركها عارض لم يعتد به.
فإن سألتَ: فكيف قالوا: لم يخافا، فأعادوا الألف مع أن تحرك اللام عارض، لأن أصله السكون، بدليل قولهم: لم يخف؟.
أجبتُ: أَيْشٍ تَعْنِي بقولِكَ: تحرك اللّام في لم يخافا عارض أتعني أن الدَّلِيْلَ قد دل على سُكونه؟ أم تَعني به شيئًا آخر؟ إن عنيتَ به شيئًا آخر فلا بدّ من تِبْيَانه، وإن عنيتَ ذلك قلنا: النَّظَرُ إلى فعلِ الواحدِ اقتَضى سكون اللَّامِ، فالنَّظَرُ إلى أن نقل الجَزْمِ من فعلِ الاثنين من اللام إلى النُّون يقضي أن لا تسكن اللام فوقع التعارض بينهما فلا بدَّ من التَّرجِيْحِ من وجه آخر.