للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بَابْ النّدَاء]

قالَ جارُ الله: "المنصوبُ باللّازم إضمارُه ومنه المنادى لأنَّك إذا قلتَ: يا عبدَ الله، فكأنَّك قلتَ (١): يا أُريدُ أو أَعني (٢) عبدَ الله لكنّه حُذِفَ لكثرةِ الاستعمالِ، وصارَ (يا) بَدَلًا منه".

قالَ المُشرّحُ: مذهبُ النحويين أنَّ المنادى منصوبٌ بفعلٍ مضمرٍ، لا بحرفِ النّداء (٣)، وذلك الفعلُ المضمرُ بينَ حرفِ النّداءِ وبين المُنادى، وهذا لأنَّه لما تَلَفَّظ بحرفِ النِّداءِ عُلم أنَّه يريدُ إنسانًا، فقيلَ له: من تريدُ؟ فقالَ: رَجُلًا، أو غلامَ زيدٍ، ولكنَّه حُذِفَ لكثرةِ الاستعمالِ، ولذلك أورَدَ الشّيخُ المنادى في بابِ المنصوبِ باللّازِم إضمارُه، وما أبرَدَ هذا المذهَبَ، بل ما أَبطَلَهُ (٤)؟! وهذا لأنَّه لو كانَ الفعلُ مُضمرًا ها هنا لكانَ كلامًا يَتَطَرّقُ إليه


(١) ساقط من (أ) فقط.
(٢) في (ب) كتبت فوقها بخط دقيق (وأنادي).
(٣) اختلف النحويون في عامل النّصب في المنادى، فذهب أكثر النحويين إلى أنه منصوب بفعل مضمر تقديره أدعو وأنادي … وما ذهب إليه الخوارزمي هنا هو ما نسبه الرّضي إلى المبرد، وإن كان رأيه في المقتضب يوافق أكثر النحويين في أن العامل فيه فعل مضمر، ونسبه ابن الدّهان، وابن برهان في شرحيهما على اللّمع إلى أبي علي الفارسي وذهب بعض العلماء إلى أنّ ياء اسم فعل بمعنى أدعو. نسب إلى الكسائي والفراء وقال ابن الخباز في شرح الدّرة: وفي الثلاثة نظر. وانظر شرح اللّمع للأصفهاني.
(٤) ردّ العلوي في شرحه: ١/ ٩٨ على الخوارزمي فقال: أمّا ما زعمه الخوارزمي وغيره من أنّ العامل في المنادى الحرف نفسه من غير واسطة الفعل، من أجل كونه مختصًا به، فهو فاسد.
قال: لأنَّ الحرف لا يكون عاملًا للنّصب في الأسماء إلّا إذا كان قائمًا مقام الفعل أو مشابهًا =

<<  <  ج: ص:  >  >>