للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما النُّسخ التي وقفت عليها من الكتاب وعددها ثلاث نسخ فتدل واحدة منها على عدم التجزئة وهذا ما يؤيد ما ذهبت إليه من أن التجزئة ليست من عمل المؤلف، وهي أقدم النسخ وأقربها إلى حياة المؤلف فقد نسخت سنة ٦٢٦ هـ أي بعد وفاة المؤلف بتسع سنين، أما النسختان الثانية، والثالثة فهما الجزآن الأول والثاني من نسختين مختلفتين وكل واحدة منهما من نسخة ذات جزئين، ولا تدلُّ هذه التجزئة على أنها من عمل المؤلف.

[٣ - زمن تأليفه]

يبدو أن كتاب "التَّخمير" من آخر مؤلفاته فقد أتَمَّ تأليفه كما يقول هو في نهاية الكتاب: في ضحوة يوم الأحد السابع عشر من شعبان سنة إحدى عشرة وستمائة وهذا التاريخ قبل وفاته بست سنين فقط. وإذا كنا نجزم بأن تسعة كتب من مؤلفاته تسبق هذا الكتاب تأليفًا وهي: "المُجَمَّرةُ" و "السَّبيكةُ"، و "الضّرامُ"، و "اليُمِنيُّ"، و "التَّوضِيحُ"، و "البَدَائِعُ"، و"زوايا الخبايا" و"شرحُ المُفرَدِ والمُؤَلّفِ"، و"لهجةُ الشَّرعِ". إذا كنا لا نَشُكَّ في أنَّ هذه المؤلفات كلها سبقته تبين لنا فعلًا أنه من آخر مؤلفاته، وقد أوضحت في فصل مؤلفاته زمان تأليف بعض هذه الكتب، وإحالة الخوارزمي فيها على كتبه الأخرى.

[٤ - مصادر الكتاب]

استمد الخوارزمي مادة كتابه العلمية التي جمعها من ثلاثة روافد هي:

١ - ما سمعه من شيوخه وأقرانه.

٢ - ما نقله من المصادر التاريخية.

٣ - ما استنتجه هو من آرائه الخاصة وتصوراته.

فأما ما سمعه من شُيُوخه وأقرانه فإنه -في الغالب- لم يدون في كتاب، والخوارزمي كما قلنا سابقًا يتعمد إخفاء أسماء شيوخه بأن صرح بهم بصورة مبهمة كقوله: أخبرني بعض شيوخي، وأخبرني بعض الأدباء، وأخبرني بعض المتفقهة البخارية، أخبرني بعض إخواني من الأفاضل،

<<  <  ج: ص:  >  >>