للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بَابُ المركّبَات]

قالَ جارُ الله: المُركَّبات: هي على ضَربين، ضَربٌ يَقتَضي تَركيبُه أن يُبنى الاسمان معًا، وضَربٌ لا يَقتضِي تَركيبُه إلَّا بناءَ الأولِ منهما فمن الضَّربِ الأوّلِ نحو العَشرةِ مع ما نيَّفَ عليها (١)، وقولُهم: وَقعوا في حَيص بَيص، ولَقيتُه كَفةً كفةً، وصَحرة بَحرة، وهو جاري بَيتَ بَيتَ، وَوَقَعَ بينَ بينَ، وأتيتُك صَباحَ مَساءَ، ويومَ يَومَ، وتَفَرَّقوا شَغَر بَغَر وشَذَر مَذَر، وخُدع مدع، وتَركوا البِلادَ حَيثُ بَيثُ وحاثَ باثَ ومنه الخازَ بازَ.

والضَّربُ الثَّاني قولُهم: أفعلَ ذلك بادِئ بدءٍ وذهبوا أيدي سَبأ ونحو مَعدِي كَربٍ، وبعلَبكَّ، وقالي قَلا.

قالَ المشرّحُ: اعلم أنَّهم لا يُعِلُّون من هذه المركبات أعني بيتَ بيتَ وصَباحَ مساءَ، بمنزلةِ اسمٍ واحدٍ إلَّا إذا أردتَ الحالَ والظَّرفَ، والقِياسُ هو الإِضافةُ.

قالَ ابن السَّراجِ: فإذا قُلتَ تأتينا في كلِّ صَباح مساء أضفتَ، لأنَّه قَد زالَ الظَّرفُ وصارَ اسمًا خالِصًا، نَحوه (٢) صَحرة بَحرة، بالباء المُوحدّة حاِثَ


(١) في (ب) إلى اثني عشر.
(٢) في (أ).

<<  <  ج: ص:  >  >>