للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باثِ باثِ -بالكسر- وكذلك الخازَ بازَ ها هنا. أفعل هذا بادئ بدءٍ [كلاهما بالسكون] (١). قالي قَلا بالقافين مَوضعٌ (٢)، وهو بوزنِ اسمِ الفاعلِ من قَلا بوزنِ الماضي منهُ.

قالَ جارُ الله: فصلٌ؛ والذي يفصلُ لك بينَ الفَريقين أنَّ ما تَضَمَّن ثانِيه مَعنى حَرفٍ بُنِيَ شطراه لِوُجودِ عِلّتي البِنَاءِ فيهما معًا (٣). أمَّا الأولُ فلأنَّه ينزَّلُ صَدرُ الكلمةِ من عَجزِها. وأمَّا الثاني فلأنَّه تَضَمَّنَ معنى الحَرفِ وما خَلا ثانيه من التَّضمنِ أُعربَ وبُنِي صَدره.

قالَ المُشرِّحُ: [فإن سألتَ: بَعلَبَكَّ ثانِيه خالٍ من التَّضمين نَحو حَضرموتَ خلا ثانيه الَّذي هو عَجزُهُ فَوَجَبَ كَونُه مُعَربًا بِخِلافِ ما إذا كان ثَانيه مُتَضَمّنًا فإنه يكونُ مَبنيًّا] (٤)، فإن سألتَ في هذا الكَلامِ تَدافعٌ وذلك أنَّ كونَ الثاني مُتَضَمِّنًا معنى الواوِ يقتَضي أن لا تُنَزَّلَ الكلمتَان منزلة كلمة واحدةٍ، لأنَّ هذا يُشعِرُ بكونِ الثّاني مَعطوفًا على الأوَّل، وذلِكَ يَقتَضي أن يكونا كَلِمَتَين، وتَنَزُّلُ الأولى منزلةَ صَدرِ الكَلِمَةِ من عَجزِها يَقتضي أن لا يكونا كلمتين. أجبتُ: بأنَّ كونَهما كَلِمتين وغيرَ كَلِمَتين إنما يكونُ تَدافعًا إذا رَجَعَ الكونان إلى شَيءٍ واحدٍ، أمَّا إذا رَجَعَا إلى شَيئين مُختلفين فَلا. وها هُنا (٥) رَجَعَا (٦) إلى شَيئين، بيانه أنَّ كونَ الثَّاني مُتَضمّنًا معنى الواوِ، وإن اقتَضَى كونَهما كَلِمتَين، لكنْ لا من حيثُ الظَّاهِرُ، لكن من حيثُ المَعنى، وكون الأوَّلِ مُنَزَّلًا مَنزلةَ صَدرِ الكَلِمَةِ من عَجزِها، وإن اقتَضَى كونُهما غيرَ كَلِمَتين لا من حيثُ المَعنى بل من حَيثُ الظَّاهِرُ، ألا تَرى أنّك إذا قُلتَ: جاءَني خَمسَةَ


(١) في (أ).
(٢) ينسب إليه الإِمام أبو علي القالي، وانظر معجم البلدان: ٤/ ٢٩٩.
(٣) في (ب) فقط جميعًا.
(٤) في (ب).
(٥) في (ب) وهنا.
(٦) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>