للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بَابُ الظُّرُوف]

قال جارُ الله: "الظُّروفُ، منها الغاياتُ وهي: قَبلُ وبَعدُ وَفوقُ وتَحتُ وأمامُ وقُدَّامُ وخَلفُ وأسفلُ ودُونُ، ومن عَلُ، ومن الغايات "وابَدأ بهذا أوَّلُ"، وقد جاءَ ما لَيسَ بظرفٍ غَايةً نحوَ: حَسبُ ولا غَيرٌ ولَيس غَيرُ، والّذي هو حدُّ الكلامِ، وأصله أن يَنطَقَ بهنِّ مضافاتٍ فلما اقتُطِعَ عنهنَّ ما يُضَفنَ إليه وسُكِتَ عَليهِنَّ صِرنَ حُدودًا يُنتَهى عِندَها فلذلِك سُمِّينَ غاياتٍ، وإنّما يُبنينَ إذا نُوِيَ فيهنَّ المُضافُ إليه، وإن لم يُنوَ فالإِعرابُ كَقولِهِ (١):

فَساغَ لي الشَّرابُ وكُنتُ قَبلًا … أكادُ أغصُّ بالماءِ الفُراتِ

وقَد قرئ (٢) {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} وابدأ به أولًا، ويُقالُ جِئتُهُ من عَلٍ (٣) وفي معناه من عالٍ ومن معالٍ.

قالَ المُشَرِّحُ: ها هنا مَسائِلُ:


(١) هذا البيت ليزيد بن الصعق على الأصح من أبيات ذكرها البغدادي في الخزانة: ١/ ٣٠٥ توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ٧٤، والمنخل: ١٠٦، والخوارزمي: ٦٩ وزين العرب: ٣٦، وشرح ابن يعيش: ٤/ ٨٨، والأندلسي: ٢/ ١٤١، وعرائس المحصل: وانظر شرح ألفية ابن معطي لابن القواس: ٧٩، وشرح الأشموني: ٢/ ٢٦٩ والتصريح: ٢/ ٥٠، والعيني: ٣/ ٣٥٤، والخزانة: ١/ ١٠٤، ٣/ ١٣٥.
(٢) سورة الروم آية: ٣.
(٣) في ب من على.

<<  <  ج: ص:  >  >>