للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بابُ حرف التقريب]

قال جارُ الله: "ومن أصناف الحرف:

(حرف التَّقريب)

وهو "قَدْ" يقرب الماضي من الحال، إذا قلتَ: قد فعل، ومنه قول المؤذن: "قد قامت الصلاة" ولا بدّ فيه من معنى التَّوَقُّعُ. قال سيبويه: وأما "قد" فجوابُ هل فَعَلَ؟ وقال أيضًا: فجوابُ لِمَّا يَفْعَلُ، وقال الخَلِيْلُ: هذا الكلامُ لقومٍ ينتظرون الخَبَرَ".

قال المُشَرِّحُ: و"قد" تدخل على الأفعال خاصة، ومعناها على ثلاثة أوجه:

الأول: وهو فيها الأصل: تقريب الماضي من الخال في الإِخبار كقولك: رأيت زيدًا قد عزم على الخروج أي: عازمًا عليه، وكذلك: كنت أتمنى لقاءَ زيدٍ وقد لقيته أي: فيما قرُب من الحال.

الثاني: الإِخبار عن فعل مُتوقع في الحال، ومسئول عنه كقولك: قد ركب الأميرُ، وقد جاءَ زيدٌ لمن يقدَّر أنه يتوقع ذلك، وهذا يرجع إلى معنى التَّقريب، لما فيه من تقريب الفعل من الحال في الإِخبار، لأنه إنما يتوقع ما قرب من الحال. قال سيبويه (١): وأمَّا قد فعل فجوابُ هل فَعَلَ؟ وقالَ أيضًا:


(١) الكتاب (٢/ ٣٠٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>