للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بَابُ الفَاعِل]

قالَ جارُ الله: ذكرُ المرفوعاتِ.

الفاعلُ (١) هو: ما كانَ المسنَد إليه من فعلٍ أو شبهِهِ مقدمًا عليه أبدًا كقولك: ضربَ زيدٌ، وزيدٌ ضاربٌ غُلامُه، وحسنٌ وجهُه. وحقُّه الرَّفعُ، ورافِعُه ما أُسنِدَ إليه.

قال المشرِّحُ: - عَنى بشبهِهِ الفعلِ اسمَ الفاعِلِ واسمَ المفعولِ والصِّفَةَ المشبَّهةَ، كلٌّ إسمٍ أضيفَ إليه الفِعلُ مقدّمٌ عليه فهو فاعلٌ، فإن كانَ الفعلُ فيه مؤخرًا فهو مبتدأ. وحقُّ الفاعِلِ الرَّفعُ، لأنَّ الواضِعَ مَدَّ عَينَه له، وهذا كما تَقُولُ: حقُّ الجدةِ السُّدُسُ لأنَّ الله تعالى أوجَبَهُ لها. الفاعلُ يرتفعُ بالفعلِ، لأنَّه دارَ مع ارتفاعِهِ وجودًا وعدمًا.

قالَ جارُ الله: "والأصلُ أن يلي الفِعلَ لأنَّه كالجزءِ منه".

قالَ المشرّحُ: الأصلُ (٢) أن يَلِيَ الفاعلُ ضرورةً، لأنَّ عن المقدرةِ لا يفصِلُ بينها وبينَ ما يدخل عليه، فالفاعِلُ قد نُزّلَ منزلةَ الجزءِ من الفِعلِ، ولذلك وَقَعَ بينَ لامِ الفِعلِ وحركتِهِ في قولك: يَضربان.

قَالَ جارُ الله: "فإذا قُدّمَ عليه غيرُه كانَ في النّيّةِ مؤخرًا، ثمَّ جازَ


(١) دخل تحت هذه الترجمة نائب الفاعل، فإن صاحب المفصّل لم يعقد له بابًا خاصًا.
(٢) شرح الأندلسي: ١/ ١٠١. نقل النصّ ولم يعقب عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>