للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

آراء سُبِقَ إليها:

من ذلك قوله (١): "اتَّفقَ النحويون عن آخرهم على أنَّ الفعلين إذا توجها إلى اسم … فالفعلان بمجموعهما لا يسندانِ إلى ظاهر ذلك الاسم، بل الذي يسند إلى ظاهره أحدهما، والآخر إلى ضميره".

والنحويون لم يجمعوا على ذلك، بل أجاز الفراء إسنادهما إلى ظاهره ذكره ابن كيسان في (المهذب) (٢).

وفي باب النداء (٣) شنع في الرَدّ على من قال إنَّ المنادى منصوب بفعل مضمر تقديره: أدعو وأنادي وما أشبه ذلك، ولم يأت برأيه الخاص في هذا. فإمَّا أنه يؤيد قول الكسائي والفراء بأن "يا" اسم فعل بمعنى أدعو. وأما أنه يعمل "يا" نفسها، وهو ما نسبه الرَّضِي إلى المبرد، وهو الذي فهمه العلوي (٤) حيث قال: أما ما زعمه الخوارزمي وغيره من أن العامل في المنادى الحرف نفسه من غير واسطة الفعل، من أجل كونه مختصًا به فهو فاسد.

وفي باب المفعول معه قال (٥): اِعلم أن المفاعيلَ في الحقيقة ثلاثةٌ، المفعول به والمصدر والظرف،. أما المنصوب بمعنى اللام، والمنصوب بمعنى مع فليسا بمفعولين على الحقيقة.

وهذا هو رأي الزَّجاج ٣١١ هـ. نقل ابن الخباز الموصلي ٦٣٧ هـ في "توجيه اللمع" (٦) عنه أنه أسقط المفعول معه، وقال: وذكر في المعاني أن المفعول له ينتصب انتصاب المصادر فصارت المفاعيل عنده ثلاثة.

إلى غير ذلك.


(١) التخمير: ١/ ١٣٠.
(٢) المحصل شرح المفصل: ١/ ١٠٤، ١٠٥.
(٣) التخمير: ١/ ٢٣٦.
(٤) المحصل الكاشف لأسرار المفصل: ١/ ٩٨.
(٥) التخمير: ١/ ٣٤٧.
(٦) توجيه اللمع: ورقة: ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>