للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنه نقل قول الخوارزمي في "التخمير" (١) ولم أر أعجب من هؤلاء القوم يجمعون على شيء ثم يخرقون إجماعهم بإجماعهم، فهؤلاء جلتهم وفحولهم، فلا تسألني عمن لا يساوي جلتهم وفحولهم.

قال الاسفندري ردًا على ذلك (٢): قلت: انتهى - والحمدُ لله كلامه، رحمةُ الله على المشايخ -لا عليه - وسلامه ما إن رأيت ولا سمعتُ بفاضل أطرف من هذا الإِمام الطّرائفي الناكث للعهود غير الوافي حيث نشأ من هذا العلم الشريف في حجره واستضاء بضوء فجره … وقد أطال تبكيته والردّ عليه. علمًا بأنه يجله ويصفه بـ الإِمام الخَطير والعالم النّحرير. ويثني عليه في ثنايا شرحه ثناءً جميلًا، إلَّا أنه لم يتحمل منه هذا الهجوم على المتقدمين.

ومنهم الإِمام محمد بن دهقان علي النَّسفي الكبندي ٧٠٠ هـ.

فإنه قال (٣): في شَرحه للمُفَصِّلِ المسمى بـ "المقاليد" ودعوى البناء فيه من بعض الشارحين مُطلقًا من غير فهم كلام أئمة النَّحويين وتخطئته إيَّاهم في منعهم الصَّرف عن نحو سحر خطأ منه وسفهًا حيث خطّأ أفاضلَ المتقدمين وقال وعندي أنَّها مبنية وما أحسن قول من قال:

يقولون هذا عندنا غير حائز … فمن أنتم حتى يكون لكم عند

وردوده عليه كثيرة (٤).

ورد عليه ابن عَمرون الحَلَبِيّ ٦٤٩ هـ فقال (٥): إلَّا أنه أساء فهمًا فأساء أدبًا.


(١) التخمير: القسم الثاني؛ ورقة: ٣٩.
(٢) المقتبس: ٤/ ٧٣.
(٣) المقاليد: ١/ ورقة؛ ٣٣، ٣٤.
(٤) انظر مثلًا ورقة: ٤٧، ٩٨، ١٢٣، ١٥٧ ..
(٥) انظر شرح ألفية ابن معطي لأحمد بن يوسف الرعيني: ٢/ ورقة: ٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>