للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بَابُ المُوصِلَات]

قالَ جارُ الله: المَوصولاتُ الَّذي: للمُذَكّرِ، ومن العَرَبِ من يُشَدِّدُ ياءَهُ، واللَّذانِ لِمُثنَّاه، ومنهم مَن يُشَدِّدُ نُونَه، والّذينَ، وفي بَعضَ اللُّغاتِ الَّذونَ لِجَمعِهِ.

قالَ المُشَرِّحُ: زَعَمِ بَعضُهم أنَّ أصله "ذا" واستَدَلَّ بعضُهُم بشيئَين أحَدُهُما: - أنَّك تَقولُ: ماذا رأيتُ بمعنى ما الَّذي رأيتُ.

والثَّاني: - أنَّك تقولُ: في تَصغِيره الذَّيَّا بالتَّشديد كما تُصَغِّرُ ذا كذلك. الَّذينَ: مما تَستَوي فيه الأحوالُ، وقد يُقالُ في مقامِ الرَّفعِ الّذون (١) قالَ.

نحنُ الَّذون صَبَّحوا الصَّباحَا … يومَ النُّخَيلِ غارةً مِلحاحَا (٢)

كأنَّ قائلَه قابَل به الجَمعَ الثَّاني وهو الّذون، فكما أنَّ ذلك يَختَلِفُ بينَ حالةِ الرَّفعِ وحالَتي الجَرِّ والنَّصب كذلِكَ هذا. كما أنَّ مَن خَفّفَ في التَّثنيةِ فقد


(١) الخلاف في أصل (الذي) في التذييل والتكميل: ١/ ٢٠٥، وابن يعيش: ٣/ ١٣٩ ذهب الكوفيون إلى أنّ أصل الذي الذال وحدها، وقال البصريون كلها اسم انظر التفصيل المسألة في الإِنصاف: ٦٦٩ المسألة: ٩٥، وائتلاف النصرة المسألة رقم ٥٣ في قسم الأسماء.
وقول المؤلف وزعم بعضهم هو رأي الفراء، انظر التذييل والتكميل: ١/ ٢٠٥.
(٢) الرجز لأبي حَرْبٍ الأعلمِ العُقيلي شاعرٌ جاهليٌّ ذكره البغدادي في الخزانة: ٢/ ٥٠٦ نقلًا عن نوادر أبي زيد: ٤٧. والبيت في التذييل والتكميل: ١/ ٢٢٧ وفيه: (يوم النُّميرِ) وهو بخطِّ ابن مكتومٍ القيسيّ، وانظر الأشموني: ١/ ٤٩، والتصريح: ١/ ١٣٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>