للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بَابْ المفعُول فيهِ]

قالَ جارُ اللَّه: "المفعولُ فيه: هو ظَرفا الزَّمان والمكان، وكلاهما ينقسمُ إلى مبهمٍ ومؤقَّتٍ ومُستعملٍ اسمًا وظرفًا، ومُستعملٍ ظرفًا لا غير، فالمبهمُ: نحو الحِينِ، والوَقتِ، والجِهاتِ السّتِّ. والمؤقتُ نحو اليومِ، والليلةِ، والسوقِ، والدارِ، والمستعملُ إسمًا وظرفًا ما جازَ أن [يعقبَ عَليه العوامل، والمستعملُ ظَرفًا لا غيرُ] (١) ما لَزِمَ النَّصبَ نحو قولك: سِرنا ذاتَ مرّةٍ، وبُكْرةً وسَحرَ وسُحَيْرًا وضُحىً، وعِشاءً، وعَشِيّةً، وعَتَمةً، ومساءً، إذا أردتَ سحرًا بعينه، وضُحَى يومِك وعشيَّته، وعِشاءَه وعَتَمَةَ ليلتِك ومَسَاءهَا (٣).

قَالَ المشرّحُ: سرنا ذاتَ مرةٍ، من باب إضافةِ المُسمَّى إلى الإِسم.

معناه: سِرنا بمُصاحبةِ (٤) هذا الإِسمِ، وأصلُه من قولهم: رجلٌ ذو مالٍ،


(١) ساقط من (أ).
(٢) ساقط من (أ).
(٣) قال الزملكاني في شرحه: ٢/ ٦٦: اختلفت عبارات النّحاة في ضبط المبهم والموقت وكلامه مؤذن أنّ المبهم ما ليس بمحصور بقدر معين، ولا اسمه ثابت له من جهة نفسه والمؤقت بخلافه. والأجود ما أشار إليه جماعة المحققين وهو أنّ ما كان جوابًا من الأزمنة لمتى فهو مختص، وما كان جوابًا لكم فهو محدود، وما سواهما فهو المبهم وقد عبّر عن القسمين الأولين بالمؤقت، لأنّ معنى المؤقت المحدود، وكذلك ظرف المكان ينقسم إلى هذه الأقسام.
(٤) في (ب) صاحبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>