للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[باب حروف الإِنكار]

قال جارُ اللَّه: "ومن أصناف الحَرْف (حَرْفُ الإِنكار): وهي زيادة تلحق الآخر في الاستفهام على طريقين أحدهما: أن تلحق وحدها بلا فاصل كقولك: أزيدُنِيه. والثاني: أن يفصل بينها وبين الحرف الذي قبلها "إِنْ" مزيدة كالتي في قولهم: ما إن أفعل فيُقال: أزيدُ إنّيه".

قال المُشَرِّحُ: الدَّال مضمومةٌ في كلا الموضعين، والنون في الأول مكسورة، وأمَّا الثانيةُ فساكنةٌ بعدها همزة مكسورة ثم ياء مكسورة في كلا الموضعين. حرفُ الإِنكار (١) في الفصل الأول هو اليَاء والهاء للوقف. وأما في الفصل الثاني فقد قال الإِمام عبد القاهر الجرجاني: على أن يكون علمًا للإِنكار. والياء تَلحق لمدّ الصوت والهاء للوقف، ومنهم من يجعل التنوين في أزيدنيه للإِنكار أيضًا ويخرجه على أن يكون علم الخفة، وهذا لأنَّ هذا التَّنوين تُلحْقه بالإِنكار، ولحوق ياء الإِنكار به بمنزلة الوَقف عليه بدليل أنَّ ياءَ الإِنكار تلحقه هاء الوقف، وهاء الوَقف لا تلحق من الحُروف إلا ما كان هو معرض للوقف عليه وذلك نحو ياءَ الضَّمير في (حِسَابِيَهْ) و (كِتَابِيَهْ)، وفي الوقف لا يكون في الاسم التنوين الذي هو علم الخفة.

قال جارُ اللَّه: " (فصلٌ) ولها معنيان.


(١) نقل الأندلسي في شرحه ٤/ ٢٩٧ شرح هذه الفقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>