للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلا عَجَبُ أن فاقَهُ وهو آخِرٌ … أَتى بَعدَ أزمانٍ وذلك أوّلُ

فأوَّل ما يَبدو من السَّيفِ مِقبَضٌ … وآخر ما يَبدو فِرِندٌ ومُنصَلُ

والغَيلانِيُّ هذا لم أَقف على تَرجَمَتِهِ أيضًا.

[٥ - تلاميذه]

أفنى الخُوارزمي بعد تصدره أكثر وقته في التأليف والتدريس فلم تكن له وظيفة (١) ولم يكن من المشتغلين بالتجارة (٢)، وقد ذكر في مقدمة "التَّخمير" أنه حلَّق على كتاب "المُفَصَّل" قريبًا من ثلاثين سنة، ومع ذلك لم يذكر أحد من المؤرخين وأصحاب الطّبقات شيئًا عن تلاميذه. على أننا نعلم أنه لم يقتصر على إقليمه فحسب بل كانت تأتيه المكاتبات من العواق يُسأل فيها عن بعض المسائل النَّحوية والأدبيَّة، فهو يقول في مؤلفاته سألني بعض العِراقية، وكتب إليَّ المواصلة … وما أشبه ذلك.

وياقوت الحَمَوي -الذي يعدّ المصدر الأول في أخباره- لم يذكر أحدًا من تلاميذه ولعلّ لحروب التتار التي راح ضحيتها صدرُ الأفاضل أثرًا في خفاء أسماءِ تلاميذه، وربما قتل أغلبهم في معارك التتار، على أن أخبارالعلماء الذين عاشوا في تلك الأقاليم بعد غزو التتار لها أصبحت قليلةً جدًا في المصادر التاريخية أفقدتنا بذلك حلقة من سلسلة تاريخنا الإِسلامي.

وبعد البحث عثرت على أسماء بعض الأشخاص الذين يغلب على ظني أنهم من طلبته فهم على الأقل من مستجازيه منهم:

١ - موفق الدين أبو المفاخر بن طاهر بن أبي سهل بن طاهر بن عصام بن محمد المفسري الفِرْيَابِيّ. ناسخ كتاب "بدائع الملح" للخوارزمي، أجازه وكتب له بخطه سنة ٥٩٥ كما هو مدون على نسخة الكتاب المذكور.


(١) معجم الأدباء: ١٦/ ٢٥١.
(٢) المصدر نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>