للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يظهر اعتماده على آراء الفارسي والجُرجاني، ونقلُه أقوالِهِما ولعله تأثر في ذلك بالخوارزمي الذي يكثر في شرحه من الاعتماد عليهما أيضًا.

بين الخُوارزمي وابنِ يَعيش في شَرحيهما:

ابن يعيش: هو أبو البقاء موفق الدين يعيش بن علي بن يعيش (٥٥٣ - ٦٤٣ هـ) من أشهر علماء النحو في القرن السابع الهجري. حَلبي الدار مَوصلي الأصل.

ولا أعتقد أن عناك ما يدعو إلى التعريف به وبشرحه فإن لهما من الشهرة مكانًا عاليًا. وقد عرف المتقدمون قدرهما وأثنوا عليهما معًا ثناءً حسنًا.

قال القفطي: فإنني إن وَصفته بالنَّحو فهو أديب، وبالبلاغة فهو خطيب، وبالعدالة فهو أبو ذرها، وبالمعاني فهو مكنون درها أو بجميع الفضائل وجمعها فهو حالب درها وقال عن شرحه: "وبسط القول فيه بسطًا أعيا الشارحين وأظهر من عونه وعيونه ما فتح به بابًا للمادحين".

أما الدراسات الحديثة فقد عرفت ابن يعيش من خلال شرحه للمفصل فهو من أقدم كتب النحو طباعة فقد تم طبعه في ليبسك بعناية المستشرق (يان) من سنة ١٨٧٦ م - ١٨٨٦ م ثم أعيد طبعه في إدارة الطِّباعة المنيرية بالقاهرة بدون تاريخ باعتناء وتصحيح وتعليق مشيخة الأزهر في عشرة أجزاء.

والحق أن اختيار شرح ابن يعيش للطباعة اختيارٌ موفق سواء أكان من قبل المستشرق (يان) أم من قبل المشيخة الأزهرية وإدارة المطابع المنيرية فإنّنى اطّلعتُ على كثير من شروح المفصل فوجدت شرح ابن يعيش أجودَها وهو من أوفاها (١) جمع المسائل النحوية وشرح المفردات اللغوية، وتمم الشواهد، ووجه القراءات، وبين وجه الاستشهاد بالآيات والأبيات وتحدث عن المسائل الصَّرفية والصَّوتية، وبين مواضع النُّطق ومخارج الحروف


(١) شرح الأندلسي يفوقه حجمًا لتوسعه بنقل نصوص بعض الشروح السابقة عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>