للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بابُ الإِمَالة]

قالَ جارُ اللهِ: "ومن أصناف المشترك (الإمالة) يشترك فيها الإِسم والفعل والحرف، وهي: أن ينحو بالحرف نحو الكسرة لتجانس الصوت، كما أشربت الصاد صوت الزاي لذلك".

قال المُشَرِّحُ: بنو تَمِيْمٍ يميلون، وأمَّا أَهْلُ الحجاز فلغتهم التَّفْخِيم، وإنما اشترك فيها الإِسم والفِعل دون الحروفِ؛ لأنَّ الحرف لا يُمال، إذ الإِمالةُ نوعُ تصرُّفٍ، والحروف جَوَامدُ لا تَقبل التَّصرف، إشراب الصَّاد صوت (١) الزّاي في نحو: "لم يحرم فزد له" هذا، لأن الصَّاد متباعد عن الدّال، بخلاف الزّاي فإنه يجانسه، ألا ترى أنهما مجهوران وأنهما من حروف الصَّفير.

فإن سألتَ: فما وجهُ إمالة تجانس الصفات في نحو هاب وخاف؟

أجبتُ: التجانس ها هنا تقديري لا حقيقي.

قال جارُ اللهِ: "وسبب ذلك أن تقع بقرب الألف كسرة أو ياء (٢)، أو تكون هي منقلبة عن مكسورة أو ياء أو صائرة ياء في موضع، وذلك نحو قوله: عماد، وشملال، وعالم، وسيال وشيبان، وهاب، وخاف، وناب،


(١) في (ب): "بصوت".
(٢) ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>