للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ورمى، ودعا، كقولك: دعى ومَغزى وحُبلى لقولك: معزيان وحبليان".

قال المُشَرِّح: أميل "عماد" لكسر الفاء، وليس بينه وبين الفاء المَكسورة إلا حرفٌ وهو الميم، [و "شِملال" لكسرة الفاء فيه أيضًا وليس بين هذه الألف إلا حرفان وهما: الميم واللام] (١)، و "عالم" لكسرة ما بعده وهو اللام المكسورة. و"سيال" للياء الواقعة قبل الألف وليس بينهما فاصل، و"شيبان" للباء المتقدمة، وبين الألف والياء حرف وهو الباء الموحدة. فإن سألتَ: فهل يجوزُ رأيت زيدًا في الوقف من أجل الياء؟

أجبتُ: نَعَم، إلا أنه ضَعِيْفٌ؛ لأن الألفَ فيه غير لازمة، والإمالة في "هاب" لكون الألف منقلبة عن مكسورة، لأن أصله الكسر، وعن ياء أيضًا، وأمَّا خافَ فمنقلبة عن مكسورٍ ليس إِلّا لأنَّ الأول من الهَيْبَةِ والثاني من الخَوْفِ، "ونابٍ" -بالتنوين- لأنَّه منقلبٌ عن ياءٍ بدليل أن جمعه على أَنْيَابٍ "ورمى"، لأنه من الرّمي، ونظير بإمالة "مغزي" وحبلى" إمالة {مَرْضَاتِ اللَّهِ} (٢) في قراءة الكِسَائِي، وذلك أن الواو إذا وقعت رابعةً كالياء في انقلابها ياءً تقول: مرضيان فأمال ليدلَّ على أنَّ الياءَ تنقلب عن ألفِ التَّثنية. قال الشَّيخُ أبو عليٍّ الفارسي: ولم يمنعها المستعلي من الإِمالة كما لم يمنع المستعلي من إمالة نحو "صار".

فإنْ سَأَلْتَ كم بين "صَارَ" وبين "مَرْضَات" وذلك أنّ صار فعل و"مَرضات" اسمٌ والفعل أكثرُ احتمالًا للتغيير من الاسمِ ومن ثم قالُوا الفعل يُمال مع الحُروف المستعلة بخلافِ الاسمِ؟

أجبتُ: شبّه المصدر باسم الفاعل لمشابهته في الأعمال وقيامه مقام


(١) ساقط من (ب).
(٢) سورة البقرة: آية ٢٠٧، قراءة الكسائي في السبعة لابن مجاهد ص ١٨٠، البحر المحيط ٢/ ١١٩ وغيرهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>