للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شَرْح ديبَاجة الكِتَاب

قال جارُ الله (١): "بسمِ الله الرَّحمن الرَّحيم".

الله أحمدُ على أن جَعلني من علماءِ العربيّةِ، وجَبَلني على الغَضَب للعربِ والعَصَبِيَّة".

قال المشرّحُ: قَدَّمَ مفعولَ الحَمدِ وهو اللهُ تعالى، لأنَّ تقدِيمَه هو الَأهَمّ (٢)، ألا تَرى أنَّ معنَاه جَعَلَنِي اللهُ من علماءِ العَرَبيَّةِ فإيَّاه أَحمدُ، وتَقديمُ المفعولِ في هذا الكَلامِ هو الأحسنُ، بدليل أَنَّك إذا قُلتَ: أعطيتَنِي فَلَك الحمدُ كان أحسنَ من قولِك: أعطيتَنِي فالحمَدُ لك، لأنَّ الأوّلَ مبادرةٌ إلي ارتباطِ الجزاءِ بفعلهِ، بخلافِ الثاني (٣). واللُّغةُ واقعةٌ على المفردِ دونَ المركَّبِ، وأمَّا العربيَّةُ فعلى كِلا (٤) القَبِيلَين.


(١) جاء في نسخة (ب) بعد ذكر جار الله عبارة "رحمه الله"، وبعد ذكر قال المشرح عبارة "هدى الله سعيه". ذكر ذلك في سبع ورقات، ثم ترك ذلك في بقية الكتاب.
(٢) قال الأندلسي: افتتح -رحمه الله- خطبته بقوله: الله أحمد مقدمًا لاسم الله تبركًا واهتمامًا على عادة العرب في تقديم ما هو الأهم عندهم … ولو قال: أحمد الله لكان خبرًا ساذجًا.
ثم نقل عن الخوارزمي ما قاله هنا نقلًا حرفيًا. المحصل: ١ / ورقة ٣، وما قاله الأندلسي زيادة على ما قال الخوارزمي من حاشية المفصل للزمخشري: ورقة ٨١، وانظر المقتبس ورقة ٤.
(٣) في (ب) فقط.
(٤) في (ب) كل.

<<  <  ج: ص:  >  >>