للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[بَاب أسْمَاء الإشَارَة]

قالَ جارُ الله: "أسماءُ الإِشارةِ ذا للمُذَكَّرِ، ولمِثنَّاهُ ذانِ في الرَّفع، وذَين في النَّصب والجَرِّ، ويَجيءُ ذانِ فيهما في بعضِ اللُّغات، منه قوله تعالى (١): {إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ}.

قالَ المُشرِّحُ: أبو الحَسَنِ الأخفش: إنَّ قولَهم: ذا من مضاعفِ الياءِ، وذلك أنَّ سيبويه حَكَى فيه الإِمالة، فإذا جَازت فيه حُمِلَ على انقلابِ الألفِ فيه عن الياءِ في الأمرِ الأكثَرِ وإذا ثَبَتَ أنَّ الألفَ ياءٌ لم (٢) يَجُز أن تَكوَنَ اللّامُ واوًا، لأنَّه ليسَ في الكلامِ مثلُ "عَيَّوت" فإذا لم يَجُز أن تكونَ واوًا ثَبَتَ أنَّه ياءٌ، وأنَّه من بابِ حَنَيتُ وعَنَيتُ.

قالَ الشيخُ أبو علي الفارِسيُّ: وأمَّا (٣) قولهم: "ذا" فليس من الأصواتِ، ولكنَّه من الأسماءِ المُظهَرَةِ، أَلا (٤) تَرَى أنَّه قَد وُصِفَ (٥) به، وحُقِّرَ في نحوِ مَرَرتُ بذا الرَّجُلِ، وزيدٌ ذا، وذيَّا. ذانِ: ليس بتثنية ذا، وإِنَّما هو اسمٌ موضُوعٌ لمثنّاه كالنساءِ لجمعِ المرأةِ، وذلك أنَّه لو كان تَثنِيَةَ ذا لقيلَ:


(١) سورة طه: آية: ٦٣.
(٢) في (ب) لم يكن.
(٣) في (ب) فأمّا.
(٤) في (أ) إلّا أنه.
(٥) في (ب) وصف.

<<  <  ج: ص:  >  >>