للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذا أن بقلبِ ألفِ التَّثنِيَةِ همزةً لأنَّ ألفَ (١) ذا لا يَجوزُ إلغاؤُه، ولا يَجوزُ أيضًا إلغاءُ أَلفِ التَّثنيةِ. مَن لَم يسوِّ في تَثْنِيَةِ ذا بينَ النَّصبِ (٢) والجَرِّ فعلى القِياسِ، لأنَّه ساوى التَّثنيةَ صورةً ومعنًى ومن سَوّى فَعَلَى إلحاقِ المُثنى بالواحدِ.

تَخميرٌ: اسمُ الإِشارةِ والمَوصولِ يُسمَّى مُبهمًا على مَعنى أنَّه لا يَدُلُّ على جِنسٍ من الأجناسِ المُختَلِفةِ.

قالَ جارُ الله: "وتَا، وتِي، وتِهِ، وذِهِ بالوصلِ وبالسكون وذي، للمؤنث ولمثنَّاه تان وتَين ولم يُثنَ من لغاتِه إلا تَا وحدها ولجمعها (٣) جميعًا أولى بالقصرِ والمَدّ مُستَوِيًا في ذلك أولى العقلِ وغيرهم قالَ جريرُ (٤):

ذُمَّ المنازلَ بعدَ منزلةِ اللِّوى … والعيشَ بعدَ أولئِك الأيَّامِ"

قالَ المُشَرِّحُ: الوَصلُ تِهِي، وذِهِي، والسُّكون تِهْ وذِهْ، والهاءُ في ذِهِ بَدَلٌ من اليَاءِ في ذِي عندَ البصريِّين، لأنَّ الهاءَ أبيَنُ من الياءِ، ويَشهَدُ له أنَّ التاءَ للتأنيثِ في تَقومينَ وتَقعدين، ولَم تُوجَد الهاءُ للتَّأنيثِ في شَيءٍ من كَلامِهم، وأمَّا قائمةٌ وقاعِدةٌ فلأنَّ الأصل فيها التاءَ وإنما يُوقَفُ عليها بالهاءِ للفَرقِ بينَ تأنيثِ الاسمِ وتأنيثِ الفعلِ مع الإِيذانِ بزيادتها ويَشهدُ له أنّ طَيِّئًا تَقِفُ عليها بالتَّاء، وإنَّما جازَ أن تكون تاءً في تأنيثِ ذا لأنَّ ما كانَ غيرَ متمكنٍ في بابه فإنَّه يؤنَّثُ بغيرِ لفظِهِ نحو أحمر وحَمراء وغَضبان وغَضبي مع أنّ التّاءَ من علاماتِ التَّأنيثِ وهي قَريَبةُ المَخرجِ من الذَّالِ، وجَازَ في تأنيثِهِ ذِهِ وذِي


(١) في (أ).
(٢) في (ب) بين الجر والنصب.
(٣) في (ب) ولجمعها.
(٤) ديوانه: ٥٥ توجيه إعرابه وشرحه في إثبات المحصل: ٥١، والمنخّل: ٩٣ والخوارزمي. ١٦٦، وزين العرب: ٣٢، وابن يعيش: ٣/ ١٢٦، ١٣٣، والأندلسي: ٢/ ٨٥ وانظر شرح ألفية ابن مالك للشّاطبي: ٩٥، والعيني: ١/ ٤٠٨، والخزانة: ٢/ ٤٦٧.
(٥) في (أ) ته.

<<  <  ج: ص:  >  >>