وذكر في المقدمة أنه شرح هذا الكتاب إجابة لطلب بعض أصحابه حيث يقول: وبعد: فإنَّ بعض أصحابي ممن لهم عليَّ حقوق، وصرفه بالحرمان عقوق، قد حدَّثني أنه عليل، وحشو فؤاده غليل، وأني لغلته ناضح بالريَّ، لو شرحت له مقامات الحريري … فاستقبله بكيت وكيت، وهو يعارضني شئت أو أبيت، حتَّى ألان شكائمي، وفسخ عزائمي، فشرحتها عن آخرها تَشريحا، وأَوضحتها له "توضيحا" عسى أن أتخلّص منه وأستريحا.
ثم ذكر روايته لكتاب:"المقامات" فقال: أخبرنا بمتن المقامات سماعًا وقراءة الإِمام العالم الكبير شيخ الخطباء فخر الأئمة أبو المؤيد عبد الكريم بن عبد الواحد الأنماطي عن أشياخه الثلاثة زكريا بن علي البغدادي المعروف: بـ (ابن السجادة) وشمس الشعراء طلحة بن أحمد النعماني، والقاضي الإِمام ظهير الدين الباقرحي، وكلهم عن المنشئ رحمهم الله.
وهو شرح يغلب عليه الاتجاه اللُّغوي، وقد استفاد كثيرًا من شرح شيخه ناصر بن أبي المكارم المطرّزي، ولم يشر إلى ذلك. هذا ما يظهر لي من تشابه نصوصهما واتحاد مأخذهما، إلا أن يكون اتحاد مصادرهما هو السبب في ذلك لا سيما أن الخوارزمي ألف شرحه في حياة شيخه.
وما قلناه في شرحه اليميني للعتبي، من حيث رجوعه إلى كتب متعددة في مختلف الفنون، فلا حاجة بنا إلى إعادة ما قلناه ويغلب على هذا الشرح إيراد الشواهد الشعرية سواء كانت هذه الشواهد لشعراء يحتج بشعرهم أو لشعراء عباسيين لا يحتج بشعرهم مثل أبي الطيب المتنبي وأبي تمام والبحتري وأبي فراس الحمداني وأبو بكر الخوارزمي وأبى العلاء المعري، وزين العرب الأبيوردي وأبي منصور الكاتب وغيرهم.
٥ - شرح المفصل "الشرح الكبير" واسمه "التَّخمير":
وهو موضوع هذا البحث سنتحدث عنه بالتفصيل إن شاء الله في فصل مستقل.