قال جارُ الله:" (فصلٌ): ولـ "لولا" و"لوما" معنى آخر وهو امتناع الشيء لوجود غيره، وهما في هذا الوجه داخلتان على اسم مبتدأ كقولك: لولا علي لهلك عمر".
قال المُشَرِّحُ:"لولا" و"لوما" في هذا الوجه يدخلان على جملتين ابتدائية وفعلية، لربط الثانية بالأولى، والجملة التي تليها هي الابتدائية، والتي هي جوابها الفعلية، وذلك قولك: لولا زيد بالبصرة لخرج بكر. قال أبو سعيد السيرافي: والأصل فيه: زيد بالبصرة خرج بكر فلا تتعلق إحدى الجملتين بالأخرى، فإذا دخلت لولا علقت إحداهما بالأخرى فصارت الأولى شرطًا والثانية جَزَاءً، ويكثر فيهما حذف الخبر من الشرط كقولك: لولا زيدٌ لجاءني بكرٌ، أي: لولا زيدٌ عندي. قال سِيْبَوَيه (١): "لولا" و"لوما" لابتداء وجواب فالأول: سبب ما وقع، وما لم يقع يعني أنك تقول: لولا زيدٌ لزرتك، فزيد سببُ أنه لم يزره، ولولا زيد لم أزرك، فزيد سبب أنه زاره.