للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأُولى: أمَّا (١) الغايةُ اسمٌ إضافيٌّ اقتُضِبَ عنه المُضافُ إليه ونُوِيَ فيه، وبُنِيَ على الضَّمِ فإنَّه يُسمَّى غايةً، وذلك مثلُ: قَبلُ وبَعدُ في قوله [: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ}] (٢) فإنَّهما اسمانِ إضافيَّانِ، وقد (٣) اقتُضِبَ عَنهما المضافُ إليه، ونُوِيَ فيهما، وبُنِيا على الضَمِّ، أمَّا أنَّهما اسمان فَظاهِرٌ، وأمَّا أنّهما إضافيَّان فكذلِكَ، لأنَّ القَبْلِيَةَ والبَعْدِيّةَ لا بُدَّ وأن تَكونَ بالإِضافةِ إلى شَيءٍ وأمَّا أنَّه نُوِيَ فِيهما فكذلِكَ لأنَّ المُرادَ به من قَبلِ الأشياءِ ومن بَعدِها، وأمَّا بِناؤُهما (٤) على الضَّم فظاهرٌ.

الثَّانيةُ: - ما الفرقُ بينَ ما إذا نوِيَ المضافُ إليه فيها وبينَ ما إذا لم يُنوَ، لأنظرْ هل نُوِيَ المضافُ إليه ها هُنا أم لا؟ إنَّه إذا قيلَ جئتُ قَبلُ فمعناه في الزّمانِ المُتَقَدّمِ على هذا الزّمانِ، وإذا قلتَ: جئتُ قَبلًا: فمعناه في زمانٍ من الأزمنةِ المُتَقَدِّمةِ على هذا الزّمان. فإن سَألتَ: فَهَل يَحسُنُ هذا المَعنى في قولِهِ تَعالى: {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} على قراءَةِ من قرأه (٥) نَكرةً مُنَوَّنَةً أجبتُ: نَعم: لأنَّ ذلك الزّمانَ المنكّرَ هو ذلك (٦) الزَّمان الواقعُ قبلَ وُجُودِ الأشياءِ وبَعدَ الأزلِ. لأنَّ ذلِكَ الزَّمانَ كأنّه جُزءٌ من الأزمنةِ الّتي فيها قيامُ أمرِ اللهِ تَعالى (٧).

الثَّالَثةُ: - لِمَ بُنِيَ إذا نُوِيَ به المُضافُ إليه؟ لأنَّه إذا نُوِيَ به المضافُ إليه يكون مُتَضمّنًا لِمعنى الحَرفِ، وهو مَعنَى (٨) اللَّامِ، وقد تَقَرَّرَ في قواعِد النَّحو


(١) في (ب) فأمّا.
(٢) في (ب).
(٣) في (ب) قد اقتضب ..
(٤) في (أ) بناؤها.
(٥) البحر المحيط: ٧/ ١٦٢.
(٦) في (ب) تلك.
(٧) في (ب).
(٨) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>