للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنَّ الاسمَ متى تَضَمَّنَ معنى الحَرفِ بُنِيَ.

الرَّابعةُ: - لِم بُنِيَ على الحَركةِ؟ لأنَّ هذه الأسماءَ لا تَخلو من أن يُمكنَ بناؤُها على السّكونِ أو لا يُمكِنُ بأن يَكونَ ما قبلَ أواخرَها ساكِنًا فلئن لم يُمكِنُ بناؤُها على السُّكون فذاكَ، وإن أمكن فَبِناؤُها على الحَركةِ أولى، وذلِكَ أَنَّ هذه الأسماءَ حَقُّها أن تَقَعَ في ذَيلِ الكلامِ، فبِناؤُها على السُّكون يُوهِمُ أنَّ بِناءَها للوقفِ، فَيَختَلُّ الغَرَضُ المطلوبُ من البناءِ، بخلافِ نَحوكم"، فإنّه لا يقعُ في ذيلِ الكلامِ، فبناؤُه على السُّكون لا يُخِلُّ بالغَرضِ المطلوبِ (١).

الخَامِسةُ: لِم بُنِيَ على الضَّم؟. لأنَّ هذه الأسماءَ قد كانَ لَها حَرَكَةٌ للنَّصبِ إمَّا بالظَّرفيَّةِ وإمّا بِغَيرِها، ولها الكسرُ أيضًا، لأنَّها تُضاف إلى ياءِ المُتَكَلِّم، والاجتزاءُ عن ياءِ المُتَكَلِّمِ لا يَجوزُ بالكَسرِ، فلو بُنِيَت على الفتحِ لأوهمَ الحَرَكَةَ الإِعرابيةَ، ولو بُنِيَت على الكَسرِ لأوهمَ الاجتِزاءَ فَتَعَيَّنَ الضَمُّ. فإن سَألتَ: ما تقولُ (٢) في (٣) أوّلِ وغَيرِ لأنَّهما كما لهما حَرَكَةُ النَّصب والكَسرِ فكذلك (٤) لَهُما حَرَكَةُ الرَّفعِ؟ أجبتُ: إذا وَقَعَ التَّعارُضُ بينَ المَحملين (٥)، فَحملُ الضَّمَّ (٦) على الضَّمِّ أولى، وذلِكَ لأنَّ مَحَلَّ الضَّمِّ ينظِمُهُما وأخواتهما في سِلكٍ واحِدٍ بخلافِ المَحمَلينِ الآخَرين.

وَنَظيرُ هذه المسألةِ حَذوَ القُذَّةِ بالقُذّةِ المُنادَى المَضمومُ. وكذلك إذا أُضيفا أو نُكِّرا أُعربًا، وإذا أُفرِدا غَيرَ نكرتَينِ بُنِيَا.


(١) في (أ).
(٢) في (ب) ما تقول.
(٣) في (ب) فقط.
(٤) في (أ) فذلك.
(٥) في (أ) الجملتين.
(٦) في (أ) فحمله على الضم أولى.

<<  <  ج: ص:  >  >>