للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقلتُ: ازدَجِر أحناءَ طَيرِك واعلَمن … بأنَّك إن قَدَّمتَ رِجلّك عاثِرُ

يُخاطِبُ به عَمّه عامرَ بنَ مالِكٍ، وكانَ لَبيدٌ عَتَبَ عليه في شَيءٍ عَمِلَه، ازدجر: أزجُر. أحناءُ كلِّ شَيءٍ جَوَانِبُهُ ومنه (١):

شَديدًا بأحناءِ الخِلافةِ كاهِلُه

ومعنى ازجُر طَيرَك: انظر فيما تَعمَلُه، وتأمَّل أمُخطِئٌ أنتَ فيما صَنَعتَهُ أم مُصِيبٌ، وانظُر في أمرِك من كلِّ (٢) نَواحِيه، وقلّبهُ ظَهرًا لبَطنٍ "إن قدّمتَ رِجلكَ عاثر". أي إن استعجلتَ فيما تُريدُ أن تَعملَه.

قوله: "فأصبحتُ أنَّى تأتِها تَلتِبِس بِها" أيْ من أيِّ جِهَةٍ أتيتَ هذه الخُطّة التي وَقَعت فيها تَلتَبِس بِمكرُوهِهَا وشَرِّها عَنى بالمركَبَينِ قادمةَ الرِّجل وآخرتَه الشَّاجِرُ الذي دَخَل بعضُهُ في بَعضٍ، ومنه اشتجارُ الأسّنةِ، وكذلِكَ الشَّجرَةُ لِتَداخُلِ أغصانِهَا، وعَنى به الّذي تَغَيّر نَظمُهُ، وهذا على طَريق المَثَل يقولُ: لا يُجدي في الأمرِ الّذي تُريدُ أن تَعمَلَه رأيًا صَحِيحًا ولا مَركَّبًا وَطِيًّا أين (٣) رَكبتَ منه آذاك وفَرّق بينَ رِجليك فلم تَثبُت عَلَيه ولَمْ تَطمَئِنَّ.


(١) تقدم في أول الجزء الأول وهو لابن ميادة وصدره:
* رأيت الوليد بن اليزيد مباركا *
(٢) في (ب) جميع.
(٣) في ب أيّ شيء ركبت منه.

<<  <  ج: ص:  >  >>