للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ الله: فصلٌ؛ وإضافةُ الاسمِ إلى الاسمِ على ضَربَين: معنويَّةٌ ولفظِيَّةٌ، فالمعنَوِيَّةُ ما أفادَ تَعريفًا كقولك: دَارُ عَمروٍ، أو تخصيصًا كقولك: غلامُ رجلٍ.

قال المشرّحُ: إذا قلتَ: دارُ عمروٍ فالدَّارُ -ها هنا- قد تَعَرَّفت ومعناها الدّارُ التي هي لِعَمروٍ، وإذا قُلت: دارُ رَجُلٍ فالدَّارُ ها هنا نَكِرَةٌ ومعناها دارٌ مَملوكةٌ لرجلٍ، ولذلك يُوصفُ بالنَّكرةِ نحوَ: دارُ رجلِ عامرةٌ، والإِضافةُ -ها هنا- تفيدُ تَخْصيصًا ولَيستْ بِضَائِعَةٍ، وذلك لأنَّها تُفيدُ أنَّها دارُ رَجُلٍ لا دار (١) امرأةٍ.

قال جار الله (٢): ولا تَخلو في الأمرِ العامِّ من أَن تَكونَ بمعنى اللّامِ كقولِكَ: مالُ زَيدٍ، وأَرضُه، وأَبوه، وابنُه، وسَيِّدُه، وعَبدُه، أو بمعنى "من" كقولك: خاتمُ فضَّةٍ، وسوارُ ذَهبٍ، وبابُ ساجٍ.

قال المشرّح: الإِضافة إذا كانت بمعنى اللّامِ فإنَّها لا تُفيدُ الملك، إنَّما تُفيدُ التَّخصِيصُ، بدليلِ أنّك إذا قُلتَ: هذا أَبوه فليسَ مَعناه أنّ أباهُ ملكٌ له بل المَعنى أنَّ له اختصاصًا به.

قالَ جارُ الله: واللَّفظِيَّةُ أن تُضافَ الصِّفةُ إلى مَفعُولِها كقولِكَ هو ضاربُ زيدٍ، وراكبُ فَرسٍ، بمعنى ضاربٌ زيدًا، وراكبٌ فرسًا، أو إلى فاعِلِها كقولك: زيدٌ حسنُ الوجهِ، ومعمورُ الدَّارِ، وهندٌ جائلةُ الوِشاحِ بمعنى حسنٌ وجهُهُ، ومعمورٌ دارُه، وجائِلٌ وشاحُهَا.

قال المشرّح: الإِضافةُ اللَّفظِيَّةُ هي التي يَجري وجودُها مَجرى عَدَمِها ألا تَرى أنَّك إذا قلتَ: هذا ضاربُ زيدٍ، ثم فَكَكتَ الإضافةَ فقلتَ هذا ضاربٌ زيدًا فالمعنى باقٍ ولو قلت: هذا غُلامُ زيدٍ ثم فَككتَ الإِضافة فقلتَ:


(١) في (ب) لا دارا أخرى.
(٢) في (ب) بعد جار الله -رحمه الله-.

<<  <  ج: ص:  >  >>