للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيها، لَيسَ "ولا يكونُ" في الاستثْنَاءِ، إذا قلتَ: أتونِي ليسَ زيدًا، وأتونِي لا يكونُ بِشرًا، وقال أيضًا: وليست كلَيسَ في المخاطبةِ والإِخبَارِ عن غائبٍ، تقولُ: لَستَ ولَيسُوا، وعبدُ اللهِ ليس مُنطلقًا، ولا تقولُ: عبدُ الله لاتَ مُنطلقًا، ولا قومُك لاتوا مُنطَلِقين، وهو مختصٌّ بالخبرِ وما هو في مَعناهُ، أَنشدَ جارُ اللهِ -[رَحمه الله] (١) -:

حنَّت نوارُ ولاتَ حِينَ حَنّتِ (٢)

وفي التَّنزيل (٣): {وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ}، واختصَّت بالحينِ (٤) لأنَّه فيما وراء الحين (٤) يقعُ ليس بُمقنعٍ (٥)، فإن سألتَ فكيفَ لم يُقنع في الحين (٤) بليسَ أيضًا؟ أجبتُ: لأنَّ ليسَ لِنفي الحالِ صَرِيحًا، وإنَّما يكونُ لغيرِ الحَال، فيقعُ فيه التَّنافُرُ بِخِلافِ "لا" فإنَّه ليس لِنَفي الحالِ صَريحًا ولذلك يُستَعمَلُ في الاستقبالِ.

"تم الجزء الأول من كتاب شرح المفصّل المَوْسُوم بالتخمير"

"تأليف صدر الأفاضل الخوارزمي"

"٥٥٥ - ٦١٧ هـ"

"يليه الجزء الثاني: وأوله: قال جار الله ذكر المجرورات باب الإِضافة"

وهذه التجزئة من عمل المحقق


(١) في (ب).
(٢) عجزه:
وبدا الذي كانت نوار أجنّت
وهو لشبيب بن جُعيل، وقيل لحجل بن نضلة، وسيأتي تخريجه إن شاء الله عند ذكر الزمخشري له في باب الإِضافة الآتي ذكره بعد هذا الباب.
(٣) سورة ص: آية: ٣.
(٤) في (م) الخبر.
(٥) في (ب) يقنع.

<<  <  ج: ص:  >  >>