للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(مَهْدَد) (١): من أعلامِ النّساء فَعْلَل من المَهْدِ لا مَفْعل من الهَدِّ لوجهين:

أحدهما: إظهارُ التَّضعيفِ.

والثاني: أن من حقِّ المكررِ أن يكونَ زيادةً.

فإن سألتَ: فكيفَ كان (مُحْبَبٌ) لرجلٍ، و (تَهْلَلُ) لموضعٍ (٢) مُفْعَلًا وتَفْعَلًا، ولم يكونا فَعْلَلًا لقيامِ ما ذكرمن الوجهين؟

أجبتُ: لأنه لو كان فعللًا لكان (م ح ب)، و (ت هـ ل) أصولًا وكلاهما تَركيبٌ مفقودٌ في كلامهم، وكما أنَّ الأصلَ أن لا تُحملَ الكلمةُ على وزنٍ مخترعٍ، فكذلك الأصل أن لا تحمل على تركيب مخترع.

الهمزةُ في (أفكل) زيادة، لأنَّ الهمزة متى وقعت أولًا بعدها ثلاثةُ أصولٍ فهي زيادةٌ، وكذلك همزةُ أَحمر بهذا الدَّليل، ولأن أحمرَ من الحُمرة، والهمزةُ في هذا الوَزْنِ ليست للإِلحاق لجريان الإِدغام فيه. الواو في (جَوْهَرٍ) و (جَدْوَلٍ) زيادةٌ، لأن الواوَ غيرُ أولٍ لا تكونُ إلا زيادةً، ولأنَّه إنما (٣) سُمِّيَ الجوهُر جوهرًا لشهرته وظهور شأنه بين الناس، من جهر بكلامه: إذا أظهرَه وأعلنه. وسُمّي الجَدولُ جدولًا لأنه لا يكادُ يُرد فكأنه يجادل ويلاج، والواوُ فيهما للإِلحاقِ بـ "ثَعلب" الذي يدل على أن ألف (كاهل) و (غلام) ليست للإِلحاق، أنه ليس في أمثلة الرُّباعي فِعلل ولا فعلَل لفتح اللام.

قالَ جارُ اللهِ: " (فصلٌ): والزِّيادةُ المُتجانسة لا تخلو من أن تكون تكريرَ العينِ كخَفَيْفَدٍ، وقِنَّبٍ أو اللام كَخَفَيْدَدٍ وخِدَبٍّ، أو للفاء والعين


(١) جاء في قصيدة الأعشى في مدح النبي -صلى الله عليه وسلم-:
* تَنَاسَيْتُ بَعْدَ اليَوْمِ خُلَّة مَهْدَدَا *
(٢) معجم البلدان: ٢/ ٦٤.
(٣) ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>