للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ جارُ اللهِ: "وقد أجرت العرب عدمت وفقدت مجراها فقالوا: [عدمتني] وفقدتني، قال جران العَود:

لَقَدْ كَانَ لي عن ضَرَّتَيْنِ عَدِمْتُنِي … وعَمَّا أُلاقي منهما مُتَزَحْزَحُ (١)

ولا يجوز ذلك في غيرها، فلا تقول: شتمتني ولا ضربتك ولكن شتمت نفسي وضربت نفسك".

قالَ المُشَرِّحُ: إنما أجروا عدمت وفقدت مجرى أفعال القلوب؛ لأنهما بمنزلة وجدت. جِرَانُ العَوْدِ: سُمي لقوله في هذه الحائية.

خُذَا حَذَرًا يا جَارَتَيَّ فإنَّنِي … رأيتُ جِرَانَ العَوْدَ قد كادَ يَصْلُحُ

كادَ من الأفعال. كان اتخذ لهما قطيعًا من جلدٍ طريء وألقاه في الشَّمس ليجف فرآه قد أخذ يجف فأنذرهما.


(١) اسمه عامر بن الحارث بن كلفة، وقيل: كلدة النميري. أخباره في الشعر والشعراء: ٢/ ٧١٨، والخزانة: ٤/ ١٩٨، والبيت في ديوانه: ٣٩، ٤٠.
توجيه إعرابه وشرحه في إثبات المحصل: ١٤٤، والمنخل: ١٥٧، وشرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ٨٨، وشرحه للأندلسي: ٣/
وينظر: أمالي ابن الشجري: ١/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>