للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قالَ المُشَرِّحُ: عنى بالخِصال الغَرائز والطّباع. وهذه ألفاظ سيبويه.

قالَ جارُ اللهِ: " (فصل): وَتَفَعْلَلَ يجيءُ مطاوعُ فعلل كجوربه فتجورب وجلببه فتجلبب، وبناء مقتضيًا كتسهوك وترهوك".

قالَ المُشَرِّحُ: بعضُ الأدباء (١): كم راجعت النفس في تقديم تفعلل في المتشعبة على سائرها فأعوزني التخريج. ولك أن تجيبه بأن تفعلل رأسُ المطاوعة، لأنَّ فعللًا لا يكون مُتَعَدِيًا إلا وتفعلل مُطاوعه.

قالَ جارُ اللهِ: " (فَصْلٌ): وتَفَعَّل يجيء مطاوع فعل نحو: كسرته فتكسر، وقطعته فتقطع، وبمعنى التَّكَلُّف نحو: تشجع وتبصر وتحلم وتمرأ. قال حاتم (٢):

تَحَلَّمْ عَلَى الأَدْنَيْن وَاسْتَبْقِ وِدَّهُمْ … وَلَنْ تَسْتَطِيعَ الحِلْمَ حَتَّى تَحَلَّمَا

[قالَ المُشَرِّحُ: الأَدَنَيْن -بفتح النون، وكذلك بفتح ما قبل الياء- وإن كان جمعًا، ونحو مررت بالمُصطفين].

قالَ جارُ اللهِ: "قال سيبويه: وليس هذا مثل تجاهل، لأن هذا يطلب أن يصيرَ حليمًا، ومنه تقيس وتنزر".

قالَ المُشَرِّحُ: التفعل (٣): تطلب، والتفاعل جزء؟. تقيَّسَ فلانٌ: إذا تَشَبَّه بقيس عيلان، أو تمسك منهم بسببٍ أو حلفٍ أو جود أو ولاء، قال رؤبة (٤):


(١) نقل الأندلسي في شرحه: ٤/ ١٣٧ نص المؤلف.
(٢) ديوان حاتم: ٢٣٧.
توجيه إعراب البيت وشرحه في إثبات المحصل: ١٦١، والمنخل: ١٦٦، وشرح المفصل لابن يعيش: ٧/ ١٥٨، وشرحه للأندلسي: ٤/ ١٣٨.
والشاهد في الكتاب: ٢/ ٢٤٠، ونوادر أبي زيد: ٣٥٥، والممتع: ١٨٤.
(٣) شرح المفصل للأندلسي: ٤/ ١٣٨.
(٤) هو العَجَّاجُ، ديوانه: ٢١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>