للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المُشَرِّحُ: "لكنَّ" و"لكنْ" متقاربتا المعنى إلا أنَّ المشددةَ من الحروف المُشبهة والمخففة من حروف العَطف. قال أبو حاتِمٍ: إذا كانت "لكن" بغير واو في أولها فالتَّخفيف فيها الوجه، نحو {لَكِنِ الرَّاسِخُونَ} (١) ونَحوه، لأنَّها بمنزلة "بل" من جهة أنَّها لا تدخلُ عليها الواو، ولأنها من حروفِ العطف. وإذا كانت بالواو في أولها فالتَّشديدُ فيها هو الوجه وإن كان الوجهان جائزان.

قال جارُ اللهِ: ""كأنَّ" هي للتَّشبيه ركبت الكاف مع "أن" كما ركبت مع "ذا" و"أي" في كذا وكأي وأصل قولك: كأنَّ زيدًا الأسد، أنَّ زيدًا كالأسد، فلما قدمت الكاف فتحت لها الهمزة لفظًا و [المعنى على الكسر] (٢) ".

قال المُشَرِّحُ: كَذَا، وكأيْ قد مضيا في قسم الأسماء.

قال جارُ اللهِ: [(فصلٌ) والفرق] (٣) بينه وبين الأصل أنك (٤) ها هنا بانٍ كلامك على التَّشبيه من أول الأمر، ومن ثمَّ بعد مضي صدره عن الإِثبات".

قال المُشَرِّحُ: إنما فَتَحُوا الكاف (٥) مع "إن" لأنها (٦) لا تدخل على المفرد وراعوا حقها لفظًا، وإن كان المعنى على الكسرِ، لكونها جملةً، وهذا كقولك: الضارب زيدٌ، [فإنَّ ضارب في قولك: الضارب فعل، بدليل أنك قلتَ: جاءَني] (٧) فمعناه: الذي ضربَ زيدًا جاءَني لكنه أخرج في معرض الاسم مراعاة للام نظير كأنَّ زيدًا الأسدُ، اضرب إمَّا زيدًا وإمَّا عمرًا ونظير زيدٌ كالأسد اضرب زيدًا أو عمرًا.


(١) سورة النساء: آية ١٦٢.
(٢) في (ب).
(٣) في (أ): "والفصل بينه … ".
(٤) ساقط من (أ).
(٥) ساقط من (ب).
(٦) ساقط من (ب).
(٧) ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>