للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعنى، وبالإِضافة إلى أصل الكلام بخلاف "إنَّ" و"أنَّ" فإنه لم يتبين زيادتها بالإِضافة إلى مالها من المَعنى، أما معنى "إن" الزيادة فتوكيد المعنى فقط وهي أن تأتي [ملغاة، وكافة] (١)، فالملغاة كقولك: ما إن رأيت زيدًا. والكافة: نحو قوله (٢):

فَمَا إِنْ طِبُّنَا جُبْنٌ وَلَكِنْ … مَنَايَانَا ودَوْلَةُ آخَرِيْنَا

كفت "إن" "ما" عن العمل في الخبر في لُغة أهلِ الحجازِ.

ما بعد البيت (٣):

مُتَبَذِّلًا تَبْدُو مَحَاسِنُهُ … يَضَعَ الهِنَاءَ مَوَاضِعَ النُّقْبِ


(١) ساقط من (أ).
(٢) هو فَروة بن مسيك المرادي، الحماسة الصغرى (الوحشيات) (ص ٢٧).
وقيل: هو لذي الأصبع العدواني. ديوانه (ص ٨٣).
والشاهد في الكتاب (١/ ٤٧٥)، (٢/ ٣٠٥)، شرح أبياته لابن السيرافي (٢/ ١١٤)، المقتضب (١/ ٥٠)، الأصول (١/ ٢٨٦)، الخصائص (٣/ ١٠٨)، المنصف (٣/ ١٢٧)، المحتسب (١/ ٩٢)، الأزهية (ص ٤٠)، التبيين (ص ٣٩٣)، شرح الرضى (١/ ٢٤٦)، الخزانة (٢/ ١٢١)، (٤/ ٤٨٧).
(٣) قال ابن المستوفي: هذا البيت هو لدريد بن الصمة القشيري من أبيات يقولها للخنساء، وهي تُماضر امرأة (كذا) عمرو بن الحارث بن الشريد … قال منها:
حَيُّوا تُمَاضِرَ واربَعُوا صَحْبي … وقِفُوا فإنّ وُقوْفَكُم حَسْبي
أخُنَاسُ قد هامَ الفُؤادُ بكُمْ … وأَصَابَهُ تَبْلٌ مِنَ الحُبِّ
ما إنْ رَأَيْتُ ولا سَمِعْت بِهِ … -كاليَوْمِ- طالِيءَ أنْيُق جُرْبِ
مُتَبَذّلًا تَبدو مَحَاسِنَهُ … يَضَعَ الهِنَاءَ مَوَاضِعَ النُّقْبِ"
أقول: في هذا الكلام خطأ في موضعين:
الأول: أنه نسبه إلى قشير، وهو جشمي وأين قشير من جشم؟ فهذه نجدية والأخرى حجازية. والذي سبق قلمه إليه: هو الصفة بن عبد الله القشيري أما دريد بن الصمة فجشمي كما هو معروف.
والمَوْضِعُ الثاني: في قَوله "امرأة عَمْرو" وإنما هي ابنة عمرو فليتأمَل.
والأبيات في ديوان دريد (ص ٣٤).
توجيه إعراب البيت وشرحه في: إثبات المحصل (ص ١٨٩)، المُنَخّل (ص ١٨٤)، شرح المفصل لابن يعيش: ٨/ ١٢٩، شرحه للأندلسي (٣/ ٢٤٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>