للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

{وَلَمَّا أَنْ جَاءَتْ رُسُلُنَا} ودليل ذلك جواز حذفها كما ذكرنا (١) قال سيبوبه: وأما "أنْ" فتكون بمنزلة لام القسم في قولهم: أما والله أن لو فعلتَ لفعلتُ، قال أبو سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيُّ: يعني: أن تكون جوابًا إذا أقسم على شيءٍ في أوله "لو"، ولا يكون جوابُه في غير ذلك، إنما جاز ذلك في هذه المواضع خاصةً كراهية للتَّضعيف بإدخال اللَّامِ على اللام وعن الأنباري (٢): في قوله عزَّ وجلَّ (٣): {وَأَنْ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ} من ابتداء بأن أضمر يَمِيْنًا، تأويلها: واللهِ أن لَو استقاموا، ومن لم يبتدأ بها جعلها عطفًا على قوله (٤): {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ} بمعنى أُوحي إلى أن لو استقاموا. [وعلى قوله (٥): {آمَنَّا بِهِ} بتقدير: وآمنا به وآمنا أن لو استقاموا] (٦).

فإن سألتَ: لم زيدت المفتوحة بعد "لما" والمكسورة بعد "ما"؟

أجبتُ: أمَّا المفتوحة فلأن "لما" فيها معنى الشَّرط، كقولك: لما جاءني زيدٌ جئت، و"إن" هي أصل الجزاء فاستقبحوا أن يزيدوا عليها إنْ التي هي أصل الجزاء ولئلا يكون الأصل تابعًا للفرع.

وأمَّا المكسورةُ فإن "ما" لما زيدت على المكسورة وجب أن تزاد على ما يشاكل لفظ المكسورة و (٧) في ذلك أيضًا تحقيق النفي وتأكيده، لأن كلًا منهما في الأصل للنفي.

قال جارُ اللهِ: " (فصلٌ) وتقول في زيادة "ما" غضبت من غير ما جرم وجئت لأمر ما، وإنما زيدٌ منطلق، وأينَما تجلس أجلس، وبعينٍ مَّا أَرَيَنَّك


(١) في (أ): "قلنا".
(٢) النص في كتابه إيضاح الوقف والابتداء (٢/ ٩٥١، ٩٥٢).
(٣) سورة الجن: آية ١٦.
(٤) سورة الجن: آية ١.
(٥) سورة الجن آية ٢.
(٦) ساقط من (ب).
(٧) في (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>