للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال المُشَرِّحُ: هذا المعنى قد مضى.

قال جارُ اللَّه: "ومن ثم لم يكن منه بدُّ في خبر "عسى" ولما انحرف الشاعر في قوله (١):

عَسَى طَيِّءٌ من طيءٍ بَعْدَ هَذِهِ … ستُطْفِيءُ غَلَّاتِ الكُلَى والجَوَانِحِ

عما عليه الاستعمال جاء بالسين التي هي نظيرة "أن".

قال المُشَرِّحُ: هذا المعنى أيضًا قد مضى ذكره في الأفعال الناقصة.

فإن سألتَ: أي علّة في الكُلى حتى أُضيف إليها.

أجبت: لأن (٢) المزاجَ عند ورود الهُمومِ والأحزانِ عليه مما ينفعل فيسخن وإذا سخن المزاج حَمِيَ البَوْلُ واحتدَّ والبولُ ممرُّه على الكُلى فكأنه قال: سيطفئ الغلل التي يظهر في البول أثرها.

قال جارُ اللهِ: "وهي مع فعلها ماضيًا أو مضارعًا بمنزلة "أنَّ" مع ما في خبرها".


(١) لم ينسبه المؤلف ولا الشارح ها هُنا إلى قائله، ونسبه ابن المستوفي إلى قسامة بن رواحة السنبسي. معجم الشعراء (ص ٣٤٠)، المؤتلف والمختلف (ص ١٨٥).
وهو مع أبيات في الحماسة (رواية الجواليقي) وشرحها للمرزوقي (ص ٩٥٨).
قال ابن المستوفي: وقبل هذا البيت:
دَعَا الطَّيرَ حتَّى أَقْبَلَتْ مِنْ ضَرِيَّةٍ … دَوَاعِي دَمٍ مِهْرَاقَةٍ غيرُ بارحِ
ومنها:
لبئسَ نَصِيْبُ القَوْمِ مِنْ أَخَويْهِمُ … طِرَادُ الحَوَاشِي استِرَاقُ النَّواضِحِ
وَمَا زَالَ من قَتْلَى رِزَاحٍ بِعَالِجٍ … دَمٌ ناقعٌ أو حاسِدٌ غيرُ ماصِحِ
توجيه إعراب البيت وشرحه في: إثبات المحصل (ص ١٩٣)، المنخل (ص ١٨٧)، شرح المفصل لابن يعيش (٨/ ١٤٨)، شرحه للأندلسي (٣/ ٢٥٧).
وينظر: الجنى الداني (ص ٤٦٠)، المغني (ص ٥٣)، شرح شواهده (ص ٩٢)، شرح أبياته (٣/ ٣٤٤)، الهمع (١/ ١٣٠)، الخزانة (٤/ ٨٧).
(٢) قل هذه العبارة ابن المستوفي والأندلسي في شرحيهما، والبغدادي في الخزانة (٤/ ٨٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>