قال جارُ الله:"فإن حَدَّثَ فقلت: أذن أخالك كاذبًا ألغيتها؟ لأن الفعل للحال".
قال المُشَرِّحُ:"إذن" تجيء مع الفعلِ المضارعِ على ثلاثةِ أوجُهٍ:
وجهٌ تعمل فيه لا غيرُ.
ووجهٌ يجوز أن تعملَ فيه وأن لا تَعْمَلَ.
ووجهٌ لا يجوزُ أن تعمل فيه.
أمَّا الوجهُ الذي فيه تَعْمَلُ ففيه أربعةُ شرائطٍ:
- أن تكون جوابًا.
- وأن تكون مبتدأةً.
- وأن تكون داخلةً على المستقبل.
- وأن يكون ما بعدها غيرُ معتَمِدٍ على ما قبلها.
قال عليُّ بن عِيْسَى: وإنْما عملت "إذن" إذا كانت على هذه الأوجه لقوتها فيها لأنَّ كونَها جوابًا قوةٌ لها؛ لأنَّها على أصلها وحق الجواب أن يتقدمه كلام، وكونها مبتدأة قوة لها؛ لبناءِ الكلام عليها، وكونها داخلةً على المستقبل قوة لها؛ لدخولها في جملة أشكالها لأن أخواتها "أن" و"لن" لا تعمل إلا في المستقبل، وكون ما بعدها يجيء غيرَ معتمدٍ على ما قبلها قوة لها؛ لأنَّه يخرجها عن أن تكون بمنزلة الحشو في وسط الكلام، فكلُّ واحدةٍ من هذه الأسباب يقتضي لها هذا الحُكم من العمل فلمَّا اجتمعت وَجَبَ أن تَعمل وذلك قولك: اذن أُسرَّ بك لمن قال لك أجيئُك ونحوه.
وأما الوجهُ الذي لا تَعملُ فيه فأن يكون الفِعلُ للحال على ما ذكره الشيخ -رحمه الله-.
قال جارُ اللهِ: "- وكذلك إذا اعتمدت بها على مبتدإٍ أو شرط أو قسم فقلت: أنا إذن أكرمك، وإن تأتني إذن آتك،، ووالله إذن لا أفعل قال كُثَيِّرٌ: -