للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الجَوَاب كما أَتى بها في السُّؤال، ومعناهما واحدٌ. الهاءُ في كيمَه ولِمَه وفِيْمَه مزيدةٌ في الوقف عوضًا مما حُذف.

قال جارُ الله: "واختُلف في إعرابها فهي عند البصريين مجرورةٌ، وهي عند الكوفيين منصوبةٌ بفعلٍ مضمرٍ كأنَّك قُلتُ: كي يفعل ماذا، وما أرى هذا القول بعيدًا من الصَّواب".

قال المُشَرِّحُ: "ما" هي الاستفهامية وهي في محل الجر كما هي كذلك في لِمَه وفِيْمَه عند البصريين. وقالَ الكوفيون (١): موضع "ما" في "كَيْمَه" ونحوها نصبٌ على المَصْدَرِ بتقدير كي يَفْعَلَ ماذا، كأن قائلًا (٢) قال أقوم كي يقومَ، فلم يَفهم المخاطبُ يقوم فقال: كَيْمَه، وليس لكي فيها عملٌ. قال أبو سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيُّ: ولو كان الأمرُ على ما قالُوا لجازَ أن تقولَ: أن من لن مه وإذ مه، وإذا لم يفهم المخاطب ما بعد هذه الحروف من الفعل.

قال جارُ الله: " (فصلٌ) وانتصابُ الفعلِ الذي بعد "كي" إما أن يكونَ بِها نفسها أو بإِضمارِ "أن فإذا أدخلت اللَّامُ فقلت: لكي يفعلَ فهي العاملةُ كأنَّك قلت لأن يفعلَ".

قال المُشَرِّحُ: أبو سَعِيْدٍ السِّيْرَافِيُّ (٣): أما "كي" فالذي (٤) ينتصب بعدها من الفعل المضارع على وجهين:

أحدُهُما: -وهو قول سيبويه (٥) - أن تكون هي الناصبة بمنزلة "أن"


(١) الإِنصاف ٢/ ٥٧٤، شرح ديوان المُتَنَبِّي المنسوب إلى العُكْبَرِيّ ٢/ ٤٢.
(٢) نقل الأندلسي في شرحه ٤/ ٢٨٠ شرح هذه الفقرة.
(٣) شرح الكتاب ١/ ٨٣ (المطبوع).
(٤) نقل الأندلسي في شرحه ٤/ ٢٨٠ شرح هذه الفقرة ونسب ذلك إلى الخوارزمي مع أن الخوارزمي ينقله عن السيرافي، وعباره: "قال الخوارزمي: الذي ينصب "أن" بفعل بعده على وجهين … ".
(٥) الكتاب ١/ ٤٠٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>