للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَذكَّرتُهُ ثمَّ عاتَبْتُهُ … عِتَابًا رَفِيْقًا وقولًا جَمِيْلَا

فَأَلْفَيْتُهُ ............ … ..................... البيت

سبب هذا الشّعر أن رجلًا يقال له: نسيب بن حميد كان يغشى أبا الأسود ويتحدث (١) إليه ويظهر له محبة شديدة فقال يومًا لأبي الأسود: قد أصبت مستقة (٢) أصبهانية وهي جبة [فراء طويلة الكمين فقال أبو الأسود: أرسل بها إلي حتى أنظر إليها، فأرسل بها اليه [فأعجبت أبا الأسود] (٣) فقال لنسيب بعنيها بقيمتها فقالَ: لا بلى أكسوكها، فأبى أبا الأسود أن يقبلها إلا بشراءٍ فقال له (٤): أرها من يبصر بها ثم هات قيمتها، فأراها أبو الأسود فقيل له (٤): هي ثمن مائتي درهم، فذكر (٥) ذلك لنسيب، فأبى أن يبيعها، فزاد أبو الأسود حتّى بلغ بالثَّمن مائتين وخمسين درهمًا، فأبى نسيب بيعها (٦) وقال: خُذها هبةً. فيقول: ذكره ما بيننا من المودة فوجدته غير راجعٍ عن قُبح ما يقول.


وقد نقل الأندلسي في شرحه ٤/ ٢٩٠ قصة هذا البيت في الخوارزمي دون إشارة إليه. وما ذكره المؤلف مخالف لما ورد في ديوانه ص ١٢٢، عن الأغاني ١٢/ ٣١٠ وغيره. وأورد هذه القصة البغدادي في خزانة الأدب ٤/ ٥٥٦ قال: "وقد أورد ابن السيرافي في شرح أبيات الكتاب سببًا لهذه الأبيات لا يلائمها وتبعه ابن خلف وابن المستوفى وغيرهما، وهو مما لا يكاد يقضي منه العجب.
ينظر شرح أبيات الكتاب لابن السيرافي ص ٩١، وشرحها لابن خلف، وإثبات المحصل ص ٢٠١.
والخوارزمي إنما نقل هذه القصة عن ابن السيرافي على عادته في النقل عنه وعدم الإِشارة إليه كما أوضحت في المقدمة.
والأمر الغريب أن أبا محمد الأعرابي (الأسود الغندجاني) لم يتعقب ابن السيرافي في ذلك في رده عليه في (فرحة الأديب)؟!.
(١) في (ب): "ويتحبب".
(٢) كلمة فارسية معربة، ذكرها الجواليقي في المعرب ص ٣٠٨ قال: "أبو عبيد: المساتق: فراء طوال الأكمام، واحدتها مستقة وأصلها بالفارسية مسته فعرب".
(٣)
(٤) ساقط من (أ).
(٥) في (أ): "فقال … ".
(٦) في (ب): "أن يبيعها".

<<  <  ج: ص:  >  >>