للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد جَعلتَ النِيَّةَ فيها بِمَنزِلةِ اللَّفظِ.

قالَ جارُ اللهِ: - "وهو جِنسٌ (١) تَحتَهُ ثلاثةُ أَنواعٍ: الاسمُ، والفِعلُ، والحَرفُ".

قالَ المشرحُ: الكلمةُ متى دَلّت على معنى لا تخلو، إمَّا أن تدلَّ عليه في نَفسِهِ، أو "لا في نفسِهِ" فلئن دَلّت عليه لا في نفسِهِ فهو الحرفُ، وإن دَلَّت عليه في نفسِهِ لم تَخلُ، إمَّا أن تدلَّ عليه مقترنًا بزمانِ، أو لا مقترنًا بزمانٍ، فإن دَلّت عليهِ لا مقترنًا بزمانٍ فهو الاسمُ، وإن دلَّت عليه مقترنًا بزمانٍ فهو الفعلُ.

قال جارُ الله: "والكلامُ هو المركّبُ من كلمتين أُسنِدَت إحداهُما إلى الأُخرى، وذلك لا يَتَأتَّى إلَّا في اسمين كقولك: زيدٌ أخوك وبشرٌ صاحبُك، أو في فعلٍ واسمٍ نحو ضَرَبَ زيدٌ وانطلَقَ عمروٌ وتسمى الجملةَ".

قال المشرحُ: الإِسنادُ في اللغةِ هو الإِضافةُ، وفي الإِعرابِ إضافةُ إحدى الكلمتين إلى الأُخرى على وجهِ الإِفادةِ، والإِفادةُ لا تكونُ إلَّا في الابتداءِ، والفِعل والفاعِلِ، وهذا لأنَّ الإِفادةَ متى وَقَعَت بينَ شيئين فأَحَدُ الشَّيئين يَستَحيلُ أن يَكونَ حَرفًا، لأنَّ الحَرفَ لإِيقاعِ العُلقَةِ بينَ شيئين، ولهذا قالُوا الحرفُ نَسَبٌ ورابطٌ، وإيقاعُ العُلقَةِ بينَ شَيئينِ، ولا شَيئين مُحالٌ.

وأمَّا حَرفُ النِّداءِ مع المُنادى فذاكَ [ .............. ] (٢) منزلةِ الفِعلِ على ما يَأَتي في موضعِهِ إن شاءَ اللهُ تَعالى.

قالَ جارُ الله: "القسمُ الأولُ من الكتابِ وهو قسمُ الأسماءِ. الاسمُ ما دَلَّ على معنى في نفسِه دلالةً مجردةً عن الاقَتِرانِ".

قالَ المشرحُ: قوله: "في نفسِهِ" لئلا ينتقضَ الحدُّ بالحرفِ، لأنَّ


(١) قال الأندلسي: لا فرق عند العرب بين الجنس والنوع والصّنف والضرب، ومنه (إذا اختلف الجنسان فبيعوا كيف شئتم) وتغالى مباعدًا في هذا ابن برهان وقلب الأمر فجعل الكلمة شخصًا، والكلام نوعًا، والكلم جنسًا، والصحيح ما ذهب إليه الزمخشري (شرح الأندلسي: ١/ ورقة ٩) وانظر شرح اللّمع لابن برهان ورقة: ٢.
(٢) كلمات مصححة على هامش النسخة ولم تظهر في التصوير.

<<  <  ج: ص:  >  >>