للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كَوْكَبَا} بين الفتح والكسر، ولا (١) يخلو من أن يُريد الفتحتين التي على الراء والهمزة أو الفتحة التي على الهمزة وجهًا (٢)، فإن كان يريد فتحة الهمزة وجهًا فإنما أمالها نحو الكسرة ليميل الألف في "رأى" إلى الياء، كما أمال الفتحة التي على الدّال من "هدى"، والمِيْم من "رمى" وإن كان يريد أنه أمال الفتحتين جميعًا التي على الراء والتي على الهمزة فإمالة فتحة الهمزة على ما تقدم ذكره، وأما إمالة الفتحة التي على الرَّاء فإنما أمالها لاتباعه إياها إمالة فتحة الهمزة كأنه أمال الفتحة لامالة الفتحة.

تخمير: فأما كسر الرّاء في {رأى} على قراءة عاصم وحمزة والكسائي فتلك كسرة مخلَّصة محضة، وليست بفتحة مما له ونحوه شِهِد ونِعِم بكسرتين الفاء فيه تبع العين، والذي حملهم على الكسرة فيه كون المضارع على يفعَل -بالفتح- وذلك يقتضي في الأغلب على هذا قالوا أنت تينا فكسروا حرف المضارعة كما كسروا في "تِعْلَم" و"تِفْهَم".

قالَ جارُ الله: " (فصلٌ) وتَمْنَعُ الإِمالة سبعةُ أحرفٍ هي الصاد والضاد والطاء والظاء والغين والحاء والقاف إذا وليت الألف قبلها أو بعدها إلا في باب "رمى" و "باع" فإنك تقول فيهما: طاب، وخاف، وصغا، وطغى، وذلك نحو صاعد، وعاضم وضَامِنٌ وعاضد وطائف، وعاطش وظالم، وعاظل وغائب، وواغل، وخامد، وناخل، وقاعد، وناقف".

قال المُشَرِّحُ: إنما امتنعوا عند هذه الأحرف من الإِمالة لئلا يَكُوْنُوا بالاستعلاء في صعودٍ وبالإِمالة في نُزُولٍ.

فإن سألتَ: فلم كسروا الحرف من المستعلية؟.

أجبتُ: لأنّي لا أمنع هجوم الكسرة على الحروف المستعلية، بل أقول


(١) في (ب): "فلا … ".
(٢) ساقط من (ب).

<<  <  ج: ص:  >  >>