للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جَعَلَ الحِصَصَ متمايِزَةً بدليلِ أنَّه جَعَلَهَا متشابهةً فدلّ على أنّه لما [جعلَها متشابهةً] (١) ذهبَ إلى تمايُزِها في أنفُسِها.

قالَ جارُ الله: "وينقسمُ إلى اسمِ عينٍ واسمِ معنى، وكلاهُما ينقسمُ إلى اسمٍ غير صفةٍ، وإلى اسمٍ هو صفةٌ، فالاسمُ غيرُ الصّفَةِ نحو: رجلٌ وفرسٌ، وعلمٌ وجهلٌ، والصفةُ نحو راكبٌ (٢) وجالسٌ ومفهومٌ ومضمرٌ.

قال المشرّحُ: اسمُ العين ما له شخص كرجلٍ وفرسٍ، واسم المعنى ما ليس له شخص وهو اسمُ الحدثِ كعلمٍ وجهلٍ، وينضم إليه أسماءُ الأزمنةِ كالسّاعةِ واليومِ والليلةِ، قال (٣) ابن السّراج (٤)، فالشخصُ نحو رَجُلٌ وفَرَسٌ وحَجَرٌ وبَلَدٌ وعَمَرُ وبكرٌ، وأَمَّا ما كانَ غيرَ شخصٍ فنحو الضَّربُ والأكلُ، والظنُّ والعلمُ واليومُ والساعةُ. واسمُ العَين يَنقَسِمُ إلى اسمٍ غيرِ صفةٍ كنحو ما ذكرناه من رجلٍ وفرسٍ، واسمٍ هو صفةٌ والمعنيُّ به ما كانَ دالًّا على حالٍ لغيره وهو جارٍ كراكبٍ ألا ترى أنّ الركوبَ معنى حالٌ لغيره وهو جارٍ لأنَّه يقالُ: رجلٌ راكبٌ. وكذلك اسم المعنى ينقسمُ إلى اسمٍ هو غيرُ صفةٍ كنحو ما ذكرنا من عِلمٍ وجَهلٍ، واسمٍ هو صفة كمفهومٍ ومضمرٍ ألَا تَرى أنَّه يُقالُ عِلمٌ مَفهومٌ واسمٌ مضمرٌ.


(١) في ب فقط.
(٢) في (ب) فقط جالس وراكب.
(٣) الأصول: ١/ ٣٨.
(٤) هو أبو بكر محمد بن السرى بن سهل البغدادي أحد العلماء المذكورين في الأدب وعلم اللغة المجمع على فضله ونبله وجلالة قدره أخذ عن المبرد وتصدر بعد موته وأشهر تلاميذه أبو علي الفارسي، وأهم مؤلفاته الأصول في النحو طبع منه جزآن بتحقيق الدكتور عبد الحسين الفتلي. توفي سنة ٣١٦ هـ.
ترجمته في إنباه الرواة: ٣/ ٣٤٥، ومعجم الأدباء: ١٨/ ١٩٧، نزهة الألباء: ٣١٢، تاريخ بغداد: ٥/ ٣١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>