للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الياء على ما يساق إليك (١) نازل منزلة التنوين. ابنُ السرَّاجِ (٢): وترك الحذف أقيس وحذف هذه الياء من الفعل أحسن من حذفها من الاسم، لأنه لا تكون فيه إلا وقبلها نون فالنون يدل عليها ولا لبس فيها في وصلٍ ولا وقفٍ، ومن ثم كثر في القرآن. رجلٌ كاسفُ الوجهِ، أي: عابسٌ.

قال جارُ الله: "وضربكم وضربهم وعليهم وبهم ومنه: وضربُهْ بالإِسكان في من ألحق وصلًا أو (٣) حرّك".

قال المُشَرِّحُ: اعلم أن في ميم الجمع من عليكم وأنتم وهم إذا انضم ما قبلها لغتان جيدتان:

الأولى: وصل الميم بواو وهي قراءة ابن كثير، والدليل على ذلك من وجهين:

أحدهما: أنَّهم يصلونها في التثنية بألف في عليكما ونحوه والجمع أحق بأن يكون على ثلاثة أحرف، لأنه باللفظ الأثقل أحق كما كان في الأسماء الظاهرة من قولك: الزيدان والزيدون وهي في الأفعال الماضية والغابرة كقولك: قاما وقاموا ويقومان ويقومون.

والآخر: أنه ثبوت الواو وبعدها بإجماع الجميع إذا اتصل بها مُكَنَّى ولم تقع طرفًا (٤) كقوله عز وجل (٥): {أُورِثْتُمُوهَا} و {أَنُلْزِمُكُمُوهَا} (٦) ولذلك تضم إذا لقيها ساكن من غيرها ولا تكسر كقوله تعالى (٧): {مِنْهُمُ


(١) ساقط من (ب).
(٢) الأصول لابن السراج ٢/ ٣٧٩.
(٣) في (ب): "إذا".
(٤) في (ب): "متطرفة".
(٥) سورة الأعراف: آية ٤٣.
(٦) سورة هود: آية ٢٨.
(٧) سورة آل عمران: آية ١١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>