للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حذف الخبر في "لعمرك" فتقديره: لعمرك قسمي.

فإِن سألت: كيف (١) يكون المحذوف ذلك والظاهر لا يطابق المحذوف بدليلِ أن الظاهرَ مما لا يتطرق إليه التَّصديق والتكذيب، والمحذوف يتطرق إليه ذلك؟.

أجبتُ: لما وقع ذلك المحذوف في مدارج [الطَّي] (٢) والنّسيان صار هذا الظاهر كأنه لا محذوف له ولا مضمر فذهب عن التّصديق والتكذيب.

قال جارُ اللهِ: "ونونُ "أيمن" وهمزته في الدّرج ونون"من" و"مُن" وحرف القَسم في "اللهِ" و"اللهَ" بغيرِ عوضٍ وبعوضٍ في: ها الله، وآللَّه، وأفا الله".

قال المُشَرِّحُ: أما حذف نون أيمن فنحو: أيمُ الله. وأمَّا حذفُ همزته في الدرج فلأنها جعلت لكثرة الاستعمال همزة وصل روى ذلك عن ابن كيسان وابن درستويه. وأمَّا حذفُ نون "مِن" و "مُن" فلأن "من" "من" يكونان للقَسم بمنزلة الياء، ثم تحذف نوناهما فيقال: مِ الله. ومُ الله على ما يساق إليك بيانه. وأمَّا حذفُ حرفي القسم في اللهِ واللهَ بغير العوض فلأن الأول مجرور بإضمار الباء، والثاني منصوب بحذفه ولا عوض فيهما من المحذوف، وأمّا حذفُها بعوض في ها الله وآللَّه وأفا الله فلأنه أضمر فيه حرف القسم وعوض منه حرف التَّنبيه في أحدهما، وفي الثاني الهمزة مع الألف، وفي الثالث الهمزة مع الفاء.

قال جارُ الله: "والإِبدالُ عنها تاءً في تاللَّه وإيثار الفَتحة على الضَّمة (٣) التي هي أعرف في العَمْرِ".


(١) في (ب): "فكيف".
(٢) في (أ): "الظن".
(٣) في (ب): "الضمة على الفتحة".

<<  <  ج: ص:  >  >>