للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المكسورة لم يقع بعدها أيضا ما يقاربها وهي الهمزة المضمومة المجعولة بين بين، وهكذا تقول في الهمزة المكسورة بعد الضمة بأن الياء الساكنة المكسورة لما لم تقع بعد الضمة لم يقع بعدها أيضًا ما يقاربها وهي الهمزة المكسورة المجعولة بين بين.

حجَّةُ سيبويه والخليل أن إيقاع الألف بعد الكسرة والضمة ممتنع، وأمّا إيقاع الواو الساكنة بعد الياء أو الياء الساكنة بعد الواو فغيرُ ممتنع. واحتجاج الأخفش أقوى.

قال جارُ اللَّه: "وأما أن تقع متحركة متحركًا ما قبلها فتجعل بين بين كولك: سأل ولؤم وسئل".

قال المُشَرِّحُ: الهمزة إذا وقعت متحركة متحركًا ما قبلها جعلت بين بين.

فإن سألتَ: فكيف لم تُقلب أو لم تُحذف؟

أجبتُ: لأنَّ الأصلَ في تخفيف الهمزة هو [التليين] (١) على ما ذكرناه في أول الصنف.

قال جارُ اللَّهِ: "إلا إذا انفتحت وانكسر ما قبلها أو انضم فقلبت ياء أو واوًا محضة كقولك: مير وجون".

قال المُشَرِّحُ: الهمزة (٢) إذا وقعت مفتوحة وما قبلها مكسور أو مضموم قلبت ياءً أو واوًا، لأنها لو جعلت كما هو مذهب يونس وأكثر النحويين بين بين لصارت بمنزلة الألف، والألف لا يكون قبلها الا مفتوحًا.

فإن سألتَ: فهلًّا كان تخفيف الهمزة في سئل أن تقلبها واوًا كما إذا


(١) في (أ): "اللين".
(٢) نقل الأندلسي في شرحه ٥/ ١١١ شرح هذه الفقرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>